أعجب لو قلبك/ بقلم هادى صابر عبيد

أعجبُ لو قلبُكِ حجرٌ وحديد لذاب
من أي معدنٍ صُنِع قلبُكِ الإعجاب
.
حروفي تخرجُ  حِممُها شهاب
تحرِقُ الفؤاد داخل الرحاب
.
يتطاير شرار حروفي نارٌ إلهاب
كُل من يقرأها بالحُزن يُصاب
.
لو أُلقيت حروفي على طفلٍ لشاب
وجاش دمعهُ وبالحُزن اكتأّب
.
حبيبتي لو كان قلبُكِ المُصاب
لأثنيتُ قلبي وجعلتهُ لكِ رِكاب
.
إن لصمتُكِ يُخيفني منكِ الاقتراب
أوَلا تسمعي نواح قلبي كالذئاب
.
 هُدى ألا يستحق قلبي كلمة ولو عتاب
علَ كلمة تُخففُ عن قلبي المصاب
.
لقد بالغتُ بالإسراف في النِداب
أسمَعت  كُل من على الرحاب
.
قلبي الهيام قد جنا منكِ الصِعاب
وَجَنا من شهدُكِ طامِعٌ اكتِساب
.
شَرعتُ لك بالعِشق كُل الأبواب
لا قلبي تخلى ولا قلبُكِ استجاب
.
هُدى  لا أستطيعُ كتم الرِحاب
ولو طَوى الزمان السنين إطناب
.
يدخُل العِشق القلوب ورد يُحاب
 وإذا ما استوى يُصبحُ أحطاب
.
 قِلوب العُشاق أطفال داخل الرِحاب
 تبقى أطفالٌ ولو بالهامة الشَعر شاب
.
أعتبُ على قومي يُذلَ قينا الأقراب
ويُسعدُ على  حُزننا الأغراب
.
وما من قومِنا عاقِلٌ لِعشقِنا استجاب
والكُل لتفريق قلوبنا نُعاق الغُراب
.
سلامٌ لروح أمي تحت التُراب
وهي من كانت لشقائِنا أسباب
.
والرحمة لأبي الذي لكلام أُمي استجاب
وكان بين أبناء العمومةِ خلاف وكلهم أنساب
.
تحدثتُ مع أبوها خنجرهُ في القلب أصاب
سألني عن المال وعن أبي يهوى السُباب
.
حبيبتي إني واقِفٌ أمام حِروفي نِداب
والصمت في النِداب  قِصةٌ في كتاب
.
نطقتُ لكِ الحروف من داخل الرحاب
ماتت حروفي عِند النُطقِ باتت سراب
.
لا يعلمُ نار العِشقِ إلا من فيهِ مُصاب
ولا تلوموا عِاشقِ إذا جُنَ والعقل غاب 
.
ألا تبكي البشر برهة بكيتُ العُمر عباب
علَ بُكائكُم يُريح قلبي و الدُعاء مُستجاب
.
هادي صابر عبيد
سورية / السويداء
.