الأحد، 12 أبريل 2020

فى عصر كوفيد/ بقلم عبير عزيم

في عصر كوفيد
تكلمتم انتم الكبار فأصغينا نحن الصغار،راوغْتُمونا حتى لا نبالي لذلك المجهول،لكننا كشفناكم.
أجل؛ابتساماتكم ،ضحكاتكم،ومضاتكم المصنّعة؛كلها تخفي حزنا دفينا أو علّه
 إحساس لا كالأحاسيس.
نحن الأطفال نعرفه؛يشبه زرّا من أزرا معطف صوفي عصري.
نحن ندرك ذاك الضيف الثقيل علينا،ماحلّ أهلا عندنا وما نزل سهلا بيننا.
غيّر كل شيء فأصبحت شاشة التلفاز لا تخلو من صورته الشقية نكاد نحسبه شخصية كارتونية أو علامة جديدة وحّدت كلّّ القنوات.
أُ غلقت المدارس وفارقنا أساتذتنا
من دون وداع فأصبحنا حبيسي بيوتنا لا نتأمل الدنيا إلا من خلف النوافد.
لم نتمتع بجمال الربيع،ولم نقطف وردة حمراء من حديقة جارتنا خلسة ولم نتأمل رقصات الأزهار المختلفة الألوان.
لم نزر جدنا في البادية ولم نحض بجولة بين حقول الفول والبازلاء لنستمتع بحلاوة مذاقها.
حتى المساجد أُغلقت،وفقد كسكس الجمعة نكهته الفريدة.
حتى رائحة بيوتنا تغيرت فلولا نعمة البصر لخلنا أنفسنا في مستشفى.
    تغير كل شيء من حولنا،نحن الأطفال مثلكم نحس ونفهم ولدينا تطلعات تماما كتلك التي لديكم.
   نعم،كوفيد حاصركم لكنه لم يحاصر حبكم لنا،زاد اهتمامكم بنا. شاركتمونا في لَعِبنا؛فلعبتم معنا لعبة الغمّيضة والحبل والأرجوحة،
حدثتمونا عن تجاربكم في صغركم،تقربنا من شخصياتكم التي كاد الغموض يخيم عليها.
ماعادت قطع الخبز ولا بقايا الطعام يرمى في سلة النفايات فتجاوزنا شيئا اسمه التبدير.
صحيح فقدنا حرياتنا في هذا الظرف الإستثنائي،لكننا عرفنا قيمة الحرية؛فأحسسنا بأطفال سوريا،فلسطين واليمن....
لنا بيت يأوينا ونحتمي فيه من برد الأيام.لكن،ماذا عن أولئك الذين شردتهم الحياة فصاروا يتخذون من الأرض فراشا ومن السماء غطاء ومن النفايات طعاما؟
علِمنا أن الدولة وفرت لهم مأوى فأصبحوا يأكلون فيشبعون،يغمضون جفونهم فيستسلمون لنومة هادئة.
جارتنا فاطمة لم تعد تستطيع الخروج للعمل لكن الدولة وفرت لها ما تسد به رمق أبنائها.
صديقنا هيثم كان لا يحب القراءة لكن وحدته جعلته ينضم إلى مجموعتنا على الواتساب  فأصبح عاشقا مسرفا لها.

وانتم أيها الأطباء؛ماأروعكم وما أطيب قلوبكم النقية أثبتم لنا أنكم
رمز التضحية ،تقفون في الصفوف الأولى غير آبهين لأنفسكم ولا خائفين من هذا اللعين،في سبيل انقاذ البشرية لم تتوانوا فتحية لكم وتحية لكل الممرضين.
    رجال الدرك والأمن والسلطة والقوات المسلحة لن ننسى شكركم فأنتم رمز الوفاء لبلدكم الطيب.

أما رجال التعليم فقلوبهم معنا عن بعد يعلموننا فيصغون الى تساؤلاتنا.
تخافون على أصحاب الأمراض المزمنة فتوفرون لهم الدعم والحماية.
نحن الأطفال مثلكم؛نتطلع  لغد أفضل،طموحنا  وأملنا في الإنتصار على عدونا واحد.
فكلنا نهتف بصوت عال:
"
"ارحل يا كرونا!!!لكن لا تأخذ معك عاداتنا الجديدة فوالله قد ألفناها.
وأخيرا ،باسم جميع الأطفال نحييكم أيها الكبار ونستشرف معكم غدا أفضل.
الطفلة المغربية عبير عزيم."الصف الخامس ابتدائي"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...