مات الرجل/ بقلم زكريا الخضر

دخل مصور برفقة مراسلة احدى المحطات الاخبارية إلى مخيم للنازحين السوريين
فجاءت طفلةٌ تركض
فسألتها المراسلة
ماذا تريدين يا حلوة
فقالت الطفلة اريد خبزاً
وبكت
الصورة هذه هي صورة الطفلة
فكتبت بقلمي
(( مات الرجال))
تعالي واحملي قلبي رغيفاً
واشربي من العين ماءاً زلالا
وكُلي لقيماتٍ من فؤادي
ونادي كل من جاع تعالا
وقولي لهذا الكون لقد شبعت
شبعت ظلماً وحرماناً وإذلالا
كم بكينا من الجوع ليلاً
وبات كبيرنا في اسوأ حالا
غدونا سلعةً لكن بلا ثمنٍ.
وكل الحروب وقودها أطفالا
توسدنا الأرض أياماً ونمنا
وكم رأينا تحقيراً وإهمالا
كم بكينا بلا صوت وأنتم
من دموعنا جمعتم المالا
قد حرّم الله الظلم لكنني
أراه في شريعتكم حلالا
احملي قلبي رغيفاً واصرخي
اين الرجولة فقد مات الرجالا
زكريا الخضر