الخميس، 25 يونيو 2020

بطاقة ‏الهوية ‏/بقلم ‏ابراهيم ‏العمر

بطاقة الهوية
بقلم الشاعر إبراهيم العمر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا كثيرا ما تستوقفني بطاقة الهوية ،
هذا التعريف المدني لكل فرد من أبناء البشر .
الاسم ، اسم الأب ، اسم الأم ، تاريخ ومكان الولادة ،
الجنس : ذكر أو أنثى ، الديانة والجنسية .
ليس هناك أي اختيار من صنع صاحب تلك الهوية .
ويمكن أن نعطي تلك المعلومات لأي مخلوق على الأرض .
أن تولد في لبنان, من أب لبناني وأم لبنانية,
تولد معك لعنة ليست من شغل يديك
وتعاقب منذ الصرخة الأولى للولادة,
تولد عالة على والديك منذ اللحظة الأولى,
منذ اللحظة التي تتكون فيها في بطن أمك
يتولد القلق والخوف عليك,
وتبدأ الدعاوى والأماني لك,
الله يبعث له أيام أحسن من أيامنا!
نرجوا من الله أن يرزقنا بحسنته,
نسأل الله أن يرزقنا لنضعه في أحسن المدارس,
مدارس الحكومة ليس فيها رقابة ولا تعطي نتيجة,
مستشفيات الحكومة يموت فيها المريض لسوء الرعاية.
التعليم الجيد حكر على الأغنياء,
التدريس الجيد لا تقدمه الدولة مجانا للفقراء.
كم عبقري وكم عالم قد دفن عبقريته وعلمه ونبوغه
في تراب هذا البلد لافتقاره الى هذا الفلس.
أنا يغيظني كثيرا أن يعاقب الإنسان من دون أن يقترف ذنبا,
ويدفع فواتير لأغراض لم يشتريها ولم يستلمها.
تلك الولادة الحتمية للبشر الذين يولدون أحرارا متساوون,
الجنين يصرخ من اللحظة الأولى التي يلامس فيها الضوء,
تلك الصرخة هي واحدة
أينما ولد الجنين وكيفما ولد ومهما كان والديه,
وهو لا يستوعب المصير الذي ينتظره
ولا يرى البؤس والفقر أو السعادة والنعيم في عيون الحاضرين.
أنا لا أرى ظلما وبؤسا بين باقي المخلوقات ،
أنا لا أرى ذئبا يقتل لمجرد الاستمتاع بالقتل ،
أو يقتل أكثر من فريسة واحدة بنفس الوقت ،
القتل عند الحيوانات خاضع لغريزة استمرارية البقاء والمحافظة على النوع .
الكل يأخذ من الطبيعة فقط حاجته ،
لا يعنيه ما يزيد عنها .
الطبيعة العذراء هي قمة الروعة والجمال ،
حيث تتوزع فيها خيرات الرب على كافة المخلوقات ،
حتى النباتات تأخذ حاجتها فقط من التراب .
حيث لا يوجد تدّخل من البشر لا يوجد خلل .
الناس خلقوا جميعا بنفس المعايير ،
أليس من الظلم أن يتدخّل هذا الدماغ البشري الشّرير ،
ليحدث هذا الخلل في كافة معطيات الطبيعة ؟،
ويسيء استخدام العقل ،
أفضل معطيات الخالق ،
أليس من الظلم أن يستثمر خيرات الأرض 5% من سكان الأرض ؟
ويعاني البؤس والشقاء والحرمان الغالبية العظمى من السكان ؟
أنا لا يمكنني أن أقارن بين النوع المستغّل من البشر ،
وبين تلك الحيوانات الشاردة في البراري .
بإمكان جميع خلق الله أن يعيش في سلام ورفاهية ،
على الأرض من الخيرات ما يكفي ليعّم على الجميع .
الفيروسات هي وحدها التي تعيش وتتكاثر على الخلايا الحيّة .
تماما مثل الطفيليات تلك النوعيات من البشر .
ويجب أن نتعامل معها بالمضادات الحيوية .
لا نرى الفيروسات بالعين المجرّدة .
البشر يتباهون بالاستبداد والاستغلال ،
والتصدر في المراكز الهامة ،
والاستيلاء على حقوق الغير ،
باسم الكفاءات والعدالة الاجتماعية ،
والسهر على راحة ورفاهية الشعوب .
مهما كبرت ثروتهم ،
كما جاءوا يذهبون ،
وكما ولدوا يموتون ،
ومهما ظلموا فسينتهون ،
ويردون إلى عالم الغيب والشهادة ،
فينبئهم بما كانوا يعملون .
لن تشفع لهم ثرواتهم عند الباري ،
ولن يشتروا بأموالهم وأفعالهم
إلا قصورا خالدة في الجحيم .
لن يشفع لهم لهوهم وعبثهم بالفطرة الربّانية ،
لن يشفع لهم استخفافهم بحاجات المعوزين ،
هم حرموا أنفسهم وحرموا الناس ،
هم لن يأخذوا أكثر من حاجاتهم ،
ولن يأكلوا أكثر من ملء بطونهم ،
كل ما يفعلونه تكديس حقوق الغير ،
وحجب الاحتياجات الأساسية للعيش بعيدا عن أصحابها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إبراهيم العمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...