الأربعاء، 1 يوليو 2020

حرب ‏المشاعر/بقلم ‏دراوى ‏صبرين

لليوم سأقدم لكم قصة  تتحدث عن شابان يصارعان مشاعرهما بين الحب و الكبرياء تحت عنوان حرب المشاعر للكاتبة الجزائرية دراوى صبرينة(استاذة لغة انجليزية، 26 سنة، كاتبة قصص و روايات، صاحبة قناة تعلم الانجليزية، محبة للمطبخ و المطالعة و خياطة الكروشيه
تقف كلماتنا عاجزة عن وصف تلك المشاعر التي ينبض بها القلب و تحيى بها الأنفس و نشعر بحيرة أمام تلك المشاعر المكنونة التي لا تستطيع البوح بها لمن نحب
الشخصيات 
لمى: شابة26 سنة، طالبة لغات، طموحة، مزاجية، صاحبة القلب البريء، شقراء ذات شعر اصفر و عيون زرقاء 
رونق: صديقة لمى، تمتلك نفس صفات صديقتها، تتمتع ببشرة سمراء و عيون زيتونية 
اسمهان: ام لمى الحقيقية، البالغة من العمر 45 سنة ،طيبة الروح، حرمت من فلذة كبدها لأكثر من 25 سنة 
عزت: والد لمى، جراح اعصاب، خلوق، محب للاطفال، لم يذق طعم الأبوة كونه محروم من ابنته 
مراد: والد عزت، متغطرس، بارد الأعصاب و ذو كبرياء عالي
رقية: والدة اسمهان 
يزن: استاذ جامعي، 33 سنة، عنيد، مغرور بجماله و غمازاته، يتمتع ببشرة سمراء 
كريم: والد يزن
أوس: صديق يزن، صاحب عيون خضراء، مرح و عصبي
القصة 
كانتا صديقتان حليفاتان اسمهان ألفي و صديقتها ضحى الطموحة يدرسان بكلية الهندسة المعمارية كانتا طالبتان نجيبات طموحات للنجاح و في يوم زارتا المكتبة لأخذ بعض الكتب التقت ضحى بزميل لها عزت محمودي الذي يدرس بكلية الطب و كانت فرصة ليتعرف على اسمهان و يقعان في الحب و تبدأ لغة العيون أبلغ من لغات العالم و كان حبهما كحب قيس و ليلى و بعد علاقة دامت لاشهر أراد عزت خطبة اسمهان فاستشار اهله و لسوء الحظ رفضوا الزواج عند سماعهم بلقب ألفي كان الخبر كالصاعقة على عزت و شرحت له امه السبب قائلة: ابني والدك مراد و كريم كانا صديقان و تم عزمه على زفافنا أعجب بخالتك ليلى و أعجبت به عندما اقترب زواجهما حطمت رقية حلم كريم و ليلى و تزوجها و انتحرت خالتك و من ذاك اليوم أصبحت قصة ثأر بينهما و أعلمت اسمهان اهلها بتقدم شاب من عائلة محمودي لخطبتها تم رفضه و شرحت لها أمها قصة الثأر. في الغد التقت اسمهان بعزت و انصدما من الحقيقة و تحولت حياتهما إلى جحيم لكنهما لم يستسلما لحبهما و بعد مرور ايام تعلم اسمهان انها حامل من عزت و يصل الخبر إلى أهلها يأمر والدها كريم الممرضة بوضع الصبي أمام الميتم و تعلم اسمهان ان صغيرها مات مقابل مبلغ مالي. في ليلة ماطرة قامت الممرضة بوضع المولود أمام الميتم و مديرة الميتم تجدها بنت تتبناها و تعطيها اسم لمى و صديقتها تتبنى بنت أخرى  رونق

لمى و رونق ترعرعتان كالاخوات و واصلان دراستهما الجامعية في نفس التخصص لغة ايطالية. في أول يوم لهما في الجامعة رونق و لمى في كافيتريا يتحدثان عن  الجامعة لمى تطلب عصيرين فجأة تنصدم مع الأستاذ المغرور يزن فيرد غاضبا: ما بك؟ و يضحك ضحكة استهزاء كونها طالبة ليست من مستواه و كانت أول محاضرة حصة الأدب الإيطالي عنده تنصدم لمى لرؤيته و يفرح هو للانتقام منها و كل حصة يستهزأ بها حتى في آخر السداسي تحتل لمى و رونق المراتب الأولى. أوس الأشقر يعجب برونق و يتقدم لخطبتها مع أهل يزن كونه يتيم الوالدين فينصدم يزن بالعلاقة بين الفتاتين. بعد الخطبة يحارب يزن مشاعره تجاه لمى بين الحب و الغرور بين الإعجاب والنفور و يواصل احتقاره لها الا ان يوم طلبت منه سبب الكره فأجابها بغرور: انت ههه كيف كان لوالديك ان ينجبا حشرة مثلك؟ فترد غاضبة: انت استاذ؟ ليس لك الحق في التكلم عنهما و تصفعه بكف و تخرج تبكي حتى اصدمت بسيارة فاجتمع بها الطلاب و أخذوها إلى المستشفى طلب الطبيب المعين أنها بحاجة إلى نقل الدم

و بمحض الصدفة يمر عزت جراح الأعصاب و يسمع حديث زميله فيقرر مساعدتها فيدخل إلى الغرفة ليسحب منه الممرض الدم   و أثناء استلقاءه لمح وجه لمى قائلا بصدمة: يا إلهي انها تشبه اسمهان لحد كبير و طرأت عليه أفكار كثيرة و سمع أمها مديرة الميتم قائلة لها: سوف نخبرك بسر لمى انت لست ابنتنا تبنيناك قبل 25 سنة و رونق ايضا لان والديها توفيان في حادث مرور فقرر عزت سحب شعرها لتأكيد الأبوة و طلب منها و من رونق رقم الهاتف لمعرفة أخبار ابنته فيعزمها على شرب شاي في النادي و بعد أيام تلتقي لمى بعزت في النادي عزت: اهلا صغيرتي هل انتظرتي طويلا؟ لمى: كلا وصلت قبلك ببضعة دقائق عزت: ماذا تشربين؟ لمى: عصير من فضلك عزت: يا نادل من فضلك كاس عصير و فنجان قهوة و كوب ماء النادل: حسنا سيدي عزت: اعلم انك مستغربة من لقائي لمى: حسنا ما سبب اللقاء عزت: ما سأقوله حساس بالنسبة إلينا لمى: عفوا لم افهم ما العلاقة التي تربطني بك عزت: اعلم انك متبناة و تبحثين عن عائلتك لمى انت ابنتي لمى بدهشة: ماذا ابنتك و كيف لي أن اصدق ذلك عزت: انا ايضا لم اكن اعلم بوجودك منذ بضعة أيام شككت في الأمر و قمت بتحليل الأبوة و انا و والدتك حرمنا من حبنا بسبب الثأر لكن لا اعلم كيف  لاسمهان تضعك في الميتم و هي تعلم انك قطعة مني و منها لو طلبت مني الزواج فور علمها بحملها لتزوجها و سجلناك باسمي و سافرنا تاركين وراءنا هذه العداوة و انا على يقين جدك هو السبب لانه صاحب قلب اسود لم يتحمل سعادتنا كيف له ان يستقبلك كحفيدة له لمى: اعتذر لم اكن اعلم و تنهمر دموعها بغزارة يقف عزت يحتضن ابنته قائلا: كفاك دموعا من اليوم اريد أرى ابتسامتك المشرقة كشروق الشمس و وجهك مضيء كنور القمر لمى: ابي علينا بزيارة والدتي و نعلمها الحقيقة عزت: بالتأكيد صغيرتي

يبحث عزت عن عنوان اسمهان و يزورها مع ابنته و يخبرها: حبيبتي لي خبر يسعدك هذه ثمرة حبنا التي حرمنا منها بسبب الثأر تنصدم اسمهان و تتذكر قول الممرضة صغيرك مات فتحضنها و تستقبلها بدموع حينها تعلمهم انها مصابة بالسرطان ترد: اريد ان اعيش بقية ايامي سعيدة معكم و تزور والدها قائلة ببكاء: لقد حرمتني من ابنتي و حبي الاول بسبب الثأر يمسك الجد كريم يد حفيدته قائلا: سامحيني حبيبتي كنا في الطريق الخطأ بسبب التقاليد السيئة و الثأر و يموت. يتزوج عزت اسمهان و تصبح لمى باسمها الحقيقي و يعيشون في سعادة و في يوم تكون الام في المستشفى تعالج بالكيمياوي تهدي لابنتها قلادة قائلة: ابنتي هذه القلادة اشتريتها لك عند ولادتك حافظي عليها بعدها تعلن الصافرة توقف القلب و ترحل روح اسمهان إلى خالقها ترد لمى ببكاء: خسرتك مرة أخرى يا أمي حرمت منك هذه الفترة كاملة يسمع عزت بكاء ابنته يذهب إليها يحتضنها ببكاء شديد و بعد يوم تقام مراسيم تشييع جثمان اسمهان داعيين لها بالرحمة و السلام الأبدي. تمر الايام و تتقبل لمى وفاة والدتها و تجد سماح والدة يزن بمثابة أم ثانية لها لانها اكتسبت قلوب العائلة بعفويتها و صدقها و تصرفاتها البريئة و رغم إهانة يزن لها تعامله بحدود

تمر ايام و تعود لمى و رونق إلى الدراسة و تعلن النتائج النهائية للفصل و تحرز لمى المرتبة الأولى و يسعد يزن كثيرا من أجل صغيرته و بعد يوم مليء بالتهاني تستقبل العائلة الطالبتان بفرحة كبيرة و بعدها يفاجئها عميد الكلية بمنحة إلى إيطاليا بحكمها من النجباء لمى: الحمد لله حققت حلمي و سأتابع دراستي في ارقى جامعة إيطالية  و تتصل برونق: السلام عليكم صديقتي، تحصلت على منحة لإيطاليا و اردت ان أشاركك فرحتي رونق: و عليكم السلام، مبارك عليك انت لها رفيقة دربي لقد كافحتي إلى ما انت اليه اليوم لمى: شكرا يا توأم روحي لولا مساندتك لي في أصعب اوقاتي لما حققت حلمي ترد رونق بضحكة: و ما أحوال قلبك لمى: ههه انت دائما تذكرينني بالمدعو ابن عمي رونق: اعترفي بحبك له و لو لمرة واحدة لمى: لا انكر،لكن لا استطيع مسامحته بسبب كلامه الجارح و تصرفاته معي رونق: كفاك بالله عليك سامحي فأنت بريئة و قلبك لا يحمل ذرة شر انا متأكدة من ذلك لمى: حسنا سأفكر في كلامك الان سأتصل بوالدي و عائلتي رونق: حسنا اهتمي بنفسك في امان الله. تتصل لمى بعائلتها لكن لا أحد يرد فتذهب مسرعة خائفة ان أصابهم مكروه

تصل تفتح الباب لتجد والدها يستقبلها بدموع الفرح و سماح بالأحضان لان يزن أخبرهم بالمنحة لكنه حزن في نفس الوقت قائلا لنفسه: سوف تسافر حبيبتي و في قلبها كره تجاهي ترد لمى للعائلة: شكرا لكم فبضل تشجيعكم حققت احلامي و تصعد لغرفتها فتسمع يزن: لمى مبارك عليك يا ابنة العم انت حقا فخر لنا لمى: لا اصدق ان يزن المغرور يشكرني بلطف يرد يزن و عيناه بدموع: اعلم كنت سيء معك اعتذر كنت احارب مشاعري تجاهك و كنت أظن أن افصحت لك سوف أضعف حينها انت تستمتعين بضعفي و يبدو أنني كنت مخطئ ارجوك اريد فرصة أخرى و اثبت لك يزن الحقيقي و سأكون اسعد انسان ان كنت شريكة حياتي لمى بتنهد: اه يا يزن كان بالإمكان أن تخبرني هذا الكلام من قبل انا اسفة انت حطمتني و قتلت مشاعري سأتابع دراستي. في الغد ترافق العائلة لمى للمطار و يخيب ظنها بغياب يزن ترد في نفسها: لقد استسلم بسرعة و لم يتغير و مازال يكافح مشاعره

لكن يزن كان يراقب حبيبته من بعيد و هي تبحث عنه قائلا: آسف حبيبتي لقد احزنتك مرة ثانية يجب أن تحقق احلامك و لن اتخلى عنك و سأتابعك لاطمئن عليك. تسافر لمى إلى إيطاليا و تواصل دراستها و تحتل المرتبة الأولى و مع الايام تشاهد البوم العائلة و ترى صورة يزن فترد: احبك يا يزن لكن كنت احارب مشاعري و سأعود قريبا لأرض الوطن و هناك سأعلمك بعدم السخرية من الناس فكلنا سواسية عند الله و تمر سنين و تصبح استاذة جامعية و تعود لوطنها الحبيب. يرن جرس المنزل يفتح عزت الباب ظانا انه يزن نسى المفتاح فيتفاجئ بابنته و يستقبلها بالأحضان و القبلات و تسعد العائلة فهي أرادت مفاجئتهم يسعد يزن و بعد يومين يلتقي بها في الجامعة و يعرفها بالاساتذة و يخبرهم انها كانت طالبته و الان هي زميلته و بعد يوم مليء بالعمل يتصل بها بتردد: لمى لمى هل بإمكاني أن أدعوك لتناول وجبة العشاء مع بعض لمى: حسنا أوافقك. فيتفاجئ بقبولها و يذهبان إلى مطعم شعبي أين كبرت مع مديرة الميتم  قائلة: هذا الحي الذي كبرت فيه مع رونق
و لاحظت تغير تصرفات يزن مع النادل و الناس على أنه متواضع عكس قبل يزن: هيا لتناول الفطور عزيزتي لماذا انت شاردة الذهن؟ لمى: حقا استغربت في تصرفاتك هذه، ظننت انك نسيتني يزن: اتظن ان الحب ان يكون الحبيب امامك الحب هو أن ينبض القلب باسم الحبيب قريبا كان او بعيدا انا احبك لمى و ساظل احبك أينما كنت و يمسك يدها و يضعها على قلبه قائلا: هذا مسكنك و ارجوك سامحيني و يجثو عل قدميه أمام الجميع قائلا: اتقبلين بالزواج بي؟ لمى: انا موافقة و سامحت منذ زيارتي لإيطاليا يرد يزن: هذا اسعد يوم لي اعدك ان اكون لك زوجا و اخاو ابا و حبيبا و يغادرون المطعم متجهين للمنزل ماسكين يد بعضهما يزن: مرحبا بالجميع اريد ان اخبركم بخبر يسعدكم و ينظر إليها بحب قائلا: يا عم عزت اريد الزواج بابنتك يقف عزت: اكيد ابني لن اجد مثلك يسعد ابنتي و بعد اسبوع يقام زفاف لمى و يزن و قاعة الافراح مليئة بالأهل، الاصدقاء و رونق و زوجها و ابنها مازن ذو خمس سنوات فرحين مع العريسين يهمس يزن لعريسته: انا اليوم اسعد انسان فأنت الان زوجتي ابنتي صغيرتي و كل شيء في حياتي و ترد مبتسمة: ادامك الله لي عزيزي

و تمر السنين و يعيش يزن و لمى قصة حب مع ابنتهما سيلا ذات ثلاث سنوات. و في يوم تقرر لمى أن تعزم عائلتها و صديقتها على سهرة و لقد أعدت كل شيء مع زوجها فتقف سيلا: ماما باب باب تجري لها لمى و يزن و يقبلان صغيرتهما قائلان: يا حبيبة ماما يا حبيبة بابا و يتبادلان نظرات الحب. تفتح لمى الباب و تستقبل الجميع و يجري مازن لصديقته سيلا و يقبلها قائلة: ماذن ماذن كونها تستبدل حرف ز بالحرف ذ و يضحك الجميع و يلعب معها تقول لمى للعائلة: اليوم استدعيتكم انا و يزن لشمل عائلتنا صحيح انا و يزن واجهنا الصعاب بسبب محاربتنا لمشاعرنا و عدم الإفصاح عنها بسبب الكبرياء يرد يزن: كلام لمى صحيح، من تجربتنا في الحب ان احدكم يحمل مشاعر لحبيبه الآخر يصارحه و يصفر أوس و يصفق الجميع و يقف عزت قائلا: أنتم حقا زوجان رائعان اتمنى لكم السعادة مع حبيبتي سيلا. و تمر السهرة كلها بضحك و فرح و التقطوا صورة عائلية بابتسامات و نظرات حب متبادلة مع الجميع 
نتمنى أن تنال إعجابكم إلى حلقة أخرى و السلام عليكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...