أحن
أحن إلى فلسطين
إلى بلدتي القديمة وهويتي وحتى بيوت الطين
أحن إلى وطني المزيف
إلى المنفى المكتظ باللاجئين دون تقرير المصير
إلى وطني الذي زيفوه بكلمة اسرائيل
أحن إلى طفولتي في زمن الماضي
،لشقاوتي وضحكاتي المستهترة
أحن إلى أُناسٍ كانوا فيها
إلى الضمائر الحية والطيبة
ما زلت أسئل نفسي هل ما زالوا موجودين
لقد ماتوا يا أمي وعاش من ليس فيه ضمير
أحن إلى جدي صاحب الكوفية السوداء الجميلة
هل أخبرتك يا عيوني أن بعد موتك
كبار حارتنا لم يزوروا بيتنا القديم
لم أعد أسمع منهم أينك يا وردة الياسمين
أحن لعيدٍ
كانت تزينه ضحكاتنا بقلوبٍ بيضاء ليست متكبرة
أعلم أني لا أنتمي لزمانكم
فقلوب بعضهم حجر صماء بكماء
ولم يدركوا أن الموت في النهاية مصيرهم
أحن لحارتنا القديمة ،لعروسة صنعتها يداي أمي الجميلة
لكأس الشاي وفطائر الزعتر واشتال الميرمية
أحن إلى تفاصيلي القديمة
لفتاةٍ تهوى اختطاف الشمس بصورة عفوية ببيارات الليمون وشلالات الينابيع المتدفقة
أحن لنفسي في السنوات الماضية
أحن لطيبة قلبي الظاهرة بافتخار وتقول أنا في المقدمة
أحن لماض لا أخفي فيه طيبة القلب ولكن القلوب في هذا الوقت متحجرة
أحن لماض يحمل جيل شباب عند الافعال تقف وبالكلام سيف يذل نافيه
لا تسالوني عن زمانكم
معظمكم غارق حاسد حاقد ولكن النار تهواكم
لا تظنوا أني معاتب ناصح , ولكن احذر الزمان فالزمان مداوي
ومن زرع الشوك يحصد الصبار فيعمي وجوهكم
ومن هجا الحروف بالورد هجته الكلمات بورودكم
أحن لعود جدي القديم ألحن عليه شفقتي عليكم
بقلمي
مرح مراد جميل بركات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق