بين العلم والمال
شعر عبد الرزاق عبد اللـه التاجر
مكتبتي ملآى بالكتب ومراجع شتى للأدب
عشرات في علم النحو وبحوث في كتب الطب
والشعر يزين مكتبتي أما الفيزياء لها حبي
وتجارب في علم الكيميا ومواعظ في فن الخطب
أما بالجبر وهندستي ورياضياتي فيا عجبي
فالعلم سبيلي عبر غدي لأسيرعلى الدرب الرحب
ولتفسير القرآن رؤى أخذت بالعقل وبالقلب
وبسيرة طه مع رسلي تحيا بالروح وبالهدب
هم قدوة دنيانا دوما بجميع عصوري والحقب
فيهم تتجلى قد وتنا وهدوء النفس مع العصب
أرسلهم ربي كي نحيا إيمانا فيه بلا ريب
والنفس به تلقى أمنا ينقذها من موج اللجب
وفنون الدنيا متعتنا فالريشة تبدع بالحب
زخرفة أو رسما يحكي عن إحساسات الشعب
ويعبر عن ذوق راق كطيور تسري بالسرب
أو كوخ يسرد قصته للشاطئ في ثلج القطب
أو راع يرعى أغناما بمروج تزهر بالعشب
وعيون تذرف دمعتها في زمن العيش الصعب
لكني الآن أجاملكم وحديثي كذب في كذب
لي مكتبة كبرى فعلا من زمن لم أقرأ كتبي
أعوام مرت لم أفتح صفحات كتاب يا صحبي
أخذتني الأيام إليها وهموم حياتي كالسحب
أغرقني دهري في بحر ماعدت أرى حتى دربي
يا خجلي من كتب صارت كالقبر بها ألقى نحبي
وبكيت أواسي للكتب وأشم شذاها في قربي
وأعيش الماضي وأذكره كي أصحو من غسق الوقب
ويعود الرشد لذاكرتي لأعيش بأحضان الكتب
فالدنيا ليست في جيب يحوي للفضة والذهب
فالعلم السامي به مجدي والراكض خلف المال غبي
مساء الجمعة 17 \4\ 2020 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق