وردة آب 6
وردةُ آب عبرتْ في أيلول
إلى اليومِ الرابع
خَفَّ كثيراً ورقُها
سارتْ في صفحتِهِ
بعضُ نقاطٍ سودٍ
وخيوطٍ باهتةٍ بيضاء
سبحانَ اللهِ كأنَّ التربةَ
في أيلول هيَ غيرُ التربةِ
في آذار
هيَ تُسْقى في الحالينِ
وإذا كانَ ربيعٌ
فعلى الرغم بأن التربة
لم تَتَسَمَّدْ
لم يدْرِكها الغيثُ
وسواقيها يحميها سقفٌ
لكنَّ الوردَ بكانون الثاني وشباط
يُجَنُّ جنونُه
يُشَقِّقُ أطرافَ الغصنِ
ويمرقُ من بينِ خواصره
هوَ كما عرفتني نورٌ أول مرة
وسرى في أعراقي
معسولُ البسمةِ في عينيها
عابقةً بالحبِّ وبالألفةِ
فكانَ تواصلُها بعثُ ربيعِ العمرِ
وربيعُ الشعرِ المتدفِّقِ شلالاتٍ
لا تنضبُ من شغفي
حين تداعبُ أحرفُها أعماقَ أحاسيسي
وكثيراً ما تومئُ لي
أثناءَ الدرسِ ونخرجُ بعد نهايةِ حُصَّةِ
درسِ ابن طُفَيْلٍ
نتحاورُ في قصةِ ( حيٍّ )
أقولُ لها : ليس غريباً في هذا الحالِ
أنْ نستنطقَ أعماقَ التربةِ
في الفصلين
مزاجُ الانسانِ لهُ أوقاتٌ وفصول
يوماً يملأُهُ الفرحُ ويشعرُ بالبهجةِ
والنشوةِ قربَ حبيبَتِهِ
تأخذُهُ من أخمصِ قدميه
إلى أعلى رأسِه
هوَ طينٌ يَتَبَدَّلُ مثلَ خريفِ
تواصلِ نورٍ
قطعتْ شوطاً أمليتُ لها فيهِ
معنى الحبِّ العابرِ للنزواتِ
لكن للطينِ خريفٌ
أخذَ يَتَسَلَّلُ بينَ مساماتِ
مشاعرِها
ورويداً بدءَ حديثُ الشعرِ
الغارقِ بالاشواقِ
يزولُ بريقَه
وخيالاتٍ بجناحِ الأحلامِ
تَوَلَّتْ
تهاوتْ كالورقِ الأصفرِ
في أيلول بساقيةِ الوردِ
تدورُ به حتى يتماهى في التربة
د. محفوظ فرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق