الثلاثاء، 29 سبتمبر 2020

اسف بلدي /بقلم سلوى الصالحي

آسف بلدي
ما عدت حصنا قويّا يحمينا
كلّ من هبّ ودبّ يخرقك
نباله يرشقها فينا
حتّى أجبن الجبناء
أصبح في بلدي في منتهى
الشّجاعة... علينا يدوس
ولا تهتزّ له شعرة
أزهارنا بكلّ بشاعة يقطف
وثمارنا في غير وقتها يبعثر
أشجارنا الباسقة يتسلّق
وأغصانها يكسّر ويدمّر
والكلّ على ذلك يلعب دور المتفرّج
أو ربّما مستمتع
وبالعسل يأكل
أعَلى أدراج مسرح نعيش؟
أبتنا مجرّد مسرحيّة هزليّة ؟
أيّ حال هذا الّذي
إليه الأمر بنا وصل
وما هذه اللاّمبالاة التّي بنا حلّت
ونحن ...كحيوانات في غابة
الكلّ ينهش في الكلّ
القويّ منّا على الضّعيف يدوس
والفاجر فينا هو القادر
و يعتدي على الآخر
بكلّ وحشيّة
آسف وطني
إن عدت أحسّ وأنا في حضنك
بالبرد والخوف والرّعشة
حتّى هواؤك أصبحت به أختنق
ماعاد نقيّا كما أعرف
بل أصبح جدّ ملوّثا
بدخان القلوب المحترقة
وفضلات الحيوانات المتوحّشة
والأغرب يا وطني
هذا الصّمت الرّهيب الذي علينا يخيّم
فتنقطع أنفاسنا ونستسلم
ولا نقاوم ...
آسف بلدي
إن قلت لك أنّك ما عدت لي ولأمثالي
بل باعوك من خانوك
يوم اغتالوا الشّرفاء فيك
وببنت شفة لم تنبسِ
آسف وإن قلت لك أنّك
لقمة سائغة أصبحت
للكلاب المسعورة التّي
لست أدري من أيّ فضلات تقتات
لتأتي على اليابس والأخضر
وتكسّر وتدمّر والفضيلة تدنّسِ
آسف بلدي
ماعاد لي
مكان فيك
غدا سألّمّ أشتاتي وأرحلِ
وهذا آخر حلّ لي ولأمثالي
ماعادت رجلاي تحملني
وحتّى صحّتي
وهنت
أوربّما حتّى عزيمتي
انتهت
لذا لا بدّ من البحث عن حلّ
يجعلني
فيه أحسّ بالدّفء
هذا قراري
حتّى وان كان فراري
من وطن أسواره مخترقة
طعامه مسمّم
وهواؤه ملوّث
تحكمه المرتزقة
حاميها حراميها
ليس لنا مكان فيها
سلوى الصّالحي 29/9/2020
L’image contient peut-être : 1 personne, selfie et gros plan
L’image contient peut-être : une personne ou plus

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...