خَبَرْ عآجِل
مَرَّ
مِنْ هُنَا
مُنْذُ قَلِيل
قَبْلَ خِيآنَة أَوْ خِيآنَتَيْن
زَمَنُُ يَدَّعِي أَنَّهُ وَطَن
يَسْأَلُ
وَ يُلِحُّ فِي السؤآل
عَنْ عَلَمٍ وَ قَسَمٍ وَ إيمآن
وَ عَنْ خَلِيجٍ وَ مُحِيطٍ وَ قِبْلَتآن
وَ كَذَا عَنْ حُرِّيَّةٍ وَ وَحْدَةٍ وَ ازْدِهآرٍ وَ ...زَهْرَتآن
فِلِسْطِينْ وَ لُبْنآن
وَ عَنْ نَخْلآتٍ شآمِخآتٍ تُغْتآلْ وَ فِتْيآن
فِي سَمآءِ ابْنِ مآءِ السَّمآءِ النُّعْمآن
وَ عَنْ دِمَشْقَ وَ أَدِيمِ فِرْدَوْسِ السُّرْيآن
وَ مآ بِهَا مِنْ حرائِقَ وَ دُخآن
وَ عَنْ
دآحِسَ وَ الغَبْرآء
بَيْنَ عَدَنْ وَ جآزآن
وَ عّنْ طَنْطَا إِلَى تِطْوآن
حَيْثُ جَفَّ الضَّرْعُ
وَ تَكَسَّرَ الغُصْنُ
وَ شَبَّتْ جَمْرَةُ الفِتَن
وَ تَوَقَّفَ الزَّمَن
تَنَهَّدَ
وَ قآلَ وَطَن
وَ عَلَى الخَدِّ
الدَّمْعُ قَدْ شآخَ وَ انْسآبَ وَ انْسَكَب
"تَكآدُ أَنْ تَذْهَبَ رِيِحُكُمْ يآ عَرَب"
قَدْ
تآهَتْ عَنْكُمْ الطُّرُق
وَ رآمَتْكُمْ الرِّمآح
وَ تَكآلَبَتْ عَلَيْكُمْ الرِّيآح
قُلْتُ
عُذْرًا
يآ أَخْ وَطَن
قَدْ أَصآبَكَ الوَهَن
وَ قَدْ أَخْطَأْتَ المَسْكَن
فَإِنَّهُ يُشآعُ
أَنَّكَ وَطَنُُ
أَبَدًا لَمْ يَكُن
فَ...أَنآ
مُنْذُ قَبْلَ أَنآ
وَ أَنآ أَسْتَهْجِن
إِذْ أُبْصِرُكَ
جَمِيلًا وَ وآحِدًا وَ قَوِيًّا
فَقَطْ فِي المُقَرَّرآتِ المَدْرَسِيَّة
وَ فِي الخُطَبِ الدِّينِيَّة وَ السِّيّآسِيَّة
أَمّآ
فِي النَّشَرآتِ الإِخْبآرِيَّة
وَ الصُّحُفِ اليَوْمِيَّة
فَ...أَنْتَ
دَوْمًا وَ دائِمًا
فِي كُلِّ الحُرُوبِ ضَحِيَّة
فِي كُلِّ الأَعْيآدِ أُضْحِيَّة
وَ فِي كُلِّ القُصُورِ مَسْبِيَّة أَوْ مَحْظِيَّة
وَ فِي كُلِّ قَوآرِبِ المَوْتِ حُبًّا غَصْبًا مَنْسِيًّا
وَ فِي كُلِّ الصُّدُورِ خَفْقَةً مَنْسِيَّة
إِسْتَدآرَ
نَحْوِي وَطَنْ
وَ قآلَ فِي دَمْعٍ وَ حُزْن:
هآجِرْ إِلَى مآ وَرآءَ الشَّمْسِ يآ إِبْن
وَ اتْرُكْنِي حَجَرًا وَ شَجَرًا وَ حُلُمًا يَنْدَثِر
وَ اطمئِنّْ
أَنْتَ
وَ أَنْتُم
كُلُّكُمْ بِإِمْكآنِكُم
أَنْ تُبَدِّلُوا وَطَنًا بِوَطَن
وَ شَمْسًا بِشَمْسٍ وَ زَمَنًا بِزَمَن
أَمّآ أَنآ
فَلٓا شَمْسَ لِي وَ لٓا وَطَن
إِنْ هَجَرَتْنِي حَتَّى أَحْزآنُكُم مِنْ كَثْرَةِ المِحَن
وَ كَذَّبَتْنِي بَيْنَكُمْ أَيّآمُ الهِلالِي أَبُو زِيد وَ سَيْف ذُو يَزَن
وَ نَسِيَتْنِي عِنْدَكُم وَصآيآ صآحِبِ الجَبَلْ وَ حآرِقِ السُّفُن
مآ لِي
بَعْدَ اليَوْمِ
وَطَن
بَعْدَ
أَنْ تَذْبُلَ
حَتَّى الكَلِمآتُ بَيْنَ الثُّغُورِ وَ السُّطُورِ مِنْ عَهَن
وَ يَجِفَّ الدَّمْعُ بَيْنَ الشُّمُوسِ وَ الرُّمُوشِ فِي الجَفْن
وَ يَأْسَنَ الحُلُمُ بَيْنَ الفُصُولِ وَ الوُعُودِ فِي الوُتُن
وَ يَنْتَحِرَ الدَّمُ بَيْنَ الحُدُودِ وَ الخُدُودِ مِنْ شَجَن
مآ لِي
بَعْدَ اليَوْمِ
وَطَن
أَنآ
وَطَنُُ
تآهَ عَنْ زَمَن
أَنآ
وَطَنُُ
يَبْحَثُ عَنْ وَطَن
شعر خالد صابر
دبلن ، أغسطس ٢٠٢٠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق