يا مغضب النيل
غرقت بلادي وناحت أهلها الدور
والشرق قيد الكرى والغرب موتور
نامت عيون بلا زرع و لا ضرع
نوم الأسير الذي لا ريب مغدور
لم يهدأ النيل أو تخمد عزيمته
إلا و سوداننا بالماء مغمور
عجبا لموتى بلا كفن و لا قبر
يسعى بأيمانهم و وجوههم نور
كم غلقت دونهم بالأمس أبواب
اليوم خدامهم في الجنة الحور
لم يمنع السد طوفان الردى عنا
بئس البناء بناء طينه الزور
مهما علا سدكم يوما سيفجعكم
فالظلم ذو ذلة والحق منصور
والنيل يا طغمة الأشرار ذا رزق
يجري بأمر من الرحمن مقدور
يا مغضب النيل قد هيجت ذا شان
لن يحبس النيل بنيان و لا سور
ماء الحياة الذي قد كان يحيينا
أمسى أمين الردى بالقتل مأمور
من قبل أن تولدوا والنيل راعينا
يجري إلى أرضنا بالخير موفور
يروي البساتين و الأنعام و الناس
وعدا عليه و وعد الحر مبرور
لم يعرف النيل في رسم و لا نقش
إلا و مصر اسمها في القلب محفور
من جنة الخلد و الفردوس بذرته
يجري إليها إلى أن ينفخ الصور
تأليف/ متولي محمد متولي بصل
دمياط
9 / 9 / 2020 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق