السبت، 31 أكتوبر 2020

لهاث الليل /بقلم جمانة المغربي

 لهاث الليل.        -------------------

بقلم  : جمانة المغربي   

 وها أنت تلوك كل مستجدات الأحداث اليومية قبل نومك، لتستوقفك مواقف

 لطالما حاولت جاهدا، على عدم تبيان انتباهك لها  أوالوقوف على تفاصيلها ،

 لكونها في الأصل جوفاء لا تستدعي حتى لخوض الحديث فيها ،هكذا هيئ  لك أو هكذا كنت تعتقد.. !!

 

 -كانت هذه أول مقدمة تكتبها لأجل عامودها الأسبوعي، بجريدة الأنوار الورقية التي تنشر بها كلماتها الأدبية ،حين اخترق مسامع وحدتها ،وتوحدها بسطورها ،وصول رسالة بجوالها ك سفينة ترسو بميناء مهجور. .!

 اعتراها شعور مبهم وهي تطرح السؤال على نفسها من سيرسل رسالة بهذا التوقيت. ?

ابتسم ثغرها ..كما قلبها. .ووجدانها وهي ترى صورة صاحب الرسالة ،بحاشية الشاشة تنتظر منها فتحها. !!.


هذه الملامح التي لطالما تمنت يوما ،أن تتعرف عليها عن قرب ،لتعرف كيف تعيش وبأي بقعة من الأرض تستوطن. 

مدمنة على تلك الأنامل، تقرأ لها بصمت. ترخي بظلال أنفاسها كل يوم ،صوب مؤشر البحث عن ذاك الإسم المحفور بخلدها ، لتستمد عيناها جرعتها ..حين تحلق بين سطور سطت على تفكيرها وجوارحها.

 

- ((سحر الكلمات يأخذنا من نواصينا ليسلبنا حريتنا ويقيدنا بجوارها )).


-  بنشوة الفرحة يغزوها سؤال الأنفة. أأفتح الرسالة الآن، أم أهملها كنوع من عدم الإكتراث ونخوة الكبرياء. ? 

تترك نفسها مع حديث ذاتها الأناني، لتنقض أناملها على فك قيود الرسالة.. تحتضنها مآقيها العطشى بلهيب شوق ولهفة لمعرفة أدق تفاصيلها..

يرتدي ليلها معطفا أزرقا، ليسقط عنها عتمة الليل الأسود، تشعر وكأنها إحدى البجعات الأربع ،ترقص على موسيقى تشايكوفسكي بكل رشاقة .

عزيزتي....!

تتفاجأ لهذا النعت.. عزيزتي .. لربما أخطأ العنوان... أو لربما وصلت رسالته بالخطأ.. تمضي عيناها بئلتهام باقي الكلمات دون هوادة... 


- تمنيت أن أراسلك قبلا ،لكن الظروف لم تساند جرأتي بقدر ما ساهمت بتكبيل قدرتي، لم أكن أعرف ما سأقوله حينها لك فآلتمسي لي العذر..!!

باختصار شديد أنا الآن على أهبة الرحيل والسفر صوب المجهول! استعصت روحي أن تستنشق هواء دياري..

 هذا المساء خارت قواي وانقضى صبري وسقط ماتبقى من عمري، وأنا أنظر لوطني يئن بآخر سكراته. .

 سفهاء يمزقونه. .يريدونه حجرا دون بشر. زرعنا بات قنابل ، مطرنا كبريت وقطران مميت. .جرحنا مفتوح وغائر. .جور وفجور وجوع وظلم قاهر.

 عزيزتي

 - أمامي عشر ساعات من السفر وبعدها أركب البحر بمراكب مطاطية مع مهربي البشر. إن وصلت سالما سأراسلك من حيث سأكون وأمدك بكل أخباري ..أما وإن لم أصل فذاك نصيبي وقدري. !!

سأترك بين يديك عنوان بريدي الإلكتروني يوصلك إلى كتاباتي التي لم يسبق أن نشرتها من قبل.. فهي هدية مني لك أتمنى أن تروقك .

سلام على روح تمنيت أن أصلها قبلا ولو بوصل رسالة، أو بطاقة تحية، لكنها مشيئة الأقدار. !!!

.... إلى لقاء قريب إن كان بالعمر بقية.


صمت بعدها كل شيء..وانتفض معها كل شيء. .

وانطفأ وميض الضوء الأخضر. . تحاول عبثا إجراء مكالمة مع صاحب الرسالة يصلها الإرسال متقطعا ---

 يضل البحث جاريا ...ليجيبها  المجيب الآلي ..أترك رسالة.


 يلتحفها الظلام الدامس وتسقط الفراشات عن رموشها صوب الإحتراق فتتعثر البجعات وتتوقف النغمات ..لتمسي كل رمادية. 

  تنتظر مرور الوقت ليلتهم الليل النهار ،تمضي العشر ساعات من الترقب وتأكلها عشر ليال تلو أخرى لا خبر منه أو عنه .. .

ينهشها الحنين فتسير مسرعة لذاك العنوان الإلكتروني، تضغط عليه..أول مايظهر أمامها غلاف صورة بروفيلها مرسوم تحتها.


سأظل عالقاً في حنجرة الزمن ..

لا واقع ابتلعني ،ولا ذكرى نسيتني..

لكن// ما أسعدني وأنا أرى عينيك تمسحان بخار الأيام عن كلماتي وديواني... (لهاث الليل).

       جمانة المغربي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...