السبت، 21 نوفمبر 2020

الأنوثة للمبدع/ د.شكري واردة

 الأنوثة 


لأجلها تكورت الأرضُ

وإخضر الخصب و الروضُ

ومن أجل إشراقة نورها

توارت بعض النجوم وأفل البعضُ

و تقاسمت الشمس ضياءها

لأنه لم يكن بإمكانها الرفض


لأجلها تشكلت البحار

وحرّمنا عليها الفيضُ

أوجدنا في الدين السنة

وتنازل عن لزومه الفرضُ

تحررت المواثيق والقيم

وإهتدى لتعريفه العِرضُ

ضُخّت الدماء في القلوب

وسار في عروقها النبض 


لأجلها زيِنت الجفون بالأهداب

وإستدارت جميع النهود

إنساب الشعر على الرقاب

وأُنِثَت تضاريس القدود

أنزلنا حواء على الأرض

حبلى بآلاف بالوعود

لتشهر بالأنوثة سيفا

في وجه كل قيد للوجود

لتجعل من الحب رغيفا

وأنهارا لكل السدود

وجعلنا منها وردة

مرسومة على كل الخدود 


ما كنت أشعر بالغربة

إلا لو توارت مراسيها

وما كان ينتابني الشوق

إلا لو أضاع الفلك مجاريها

وما كان يأخذني الحنين

إلا ليشكو حبري منافيها

وما عاد يتملكني الإلهام

إلا ليعدد قلمي مثانيها 


فكيف أسمي هذا الوثاق..؟

إزدواجا إنصهارا أم إحتواء

وكيف أزعم أني طليق

وروحي قد إستوطنت فيها 


سافرت على خطوطها

والوثاق يزداد شدة والحنين

كل محطات سفري نقاط عطر

عبيرها ورد وشذاها ياسمين 


عشقت كل تناقضاتي فيها

فأنا مجنون فيها بلا جنون

وهادئ فيها بلا سكون

ثائر كنت أم حائر ...أسير كنت أم آسر

يظل شريك كل حالاتي الفتون 


منذ آلاف السنين أتحضر

تارة أستوعب وتارة أتعثر

فيها أدركت الحياة

ومنها توسلت النجاة

وفهمت أنها الغاية والمصدر

ومن قبل نزول حواء

أدركت أنها الخلاص والمعبر

فكيف صارت الأنوثة

على أيادي الصعاليك تقهر

ومن ميلادها الرجال تتذمر

كيف إختزلوها في الجنس المعمر

وفي فريسة للإشهار المدمر

فثوري يا طبيعة على القدر المحير

ألست من غيرت من ذاتك

إجلالا لكائن الأنوثة المسيِر 


د.شكري واردة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...