............. قامت تعاتبني بدمعٍ قد هما............
قامت تعاتبني بدمعٍ قد هما
لما اللسان عن السؤال تلعثما
نظرت إليّ عيونها وتكررت
نظراتها بمدامعٍ كي تُفْهما
فقرأت من ألق العيون رسالة
والقلب ما تصبو إليه تَفهّما
إن أحجما منها اللسان وقوله
همس الفؤاد لخافقي وتكلّمها
فعلمت أنّ سؤالها ليراعتي
لم يبق قلبي في الهوى مترنّما
هل جف حبر وداده أو أنّه
أضحى يراعك من سنيني أبكما
قالت خريف العمر أسكت بوحه
أو بعض شيبٍ في سكوته أسهما؟
أم أنّ أزهار الربيع بدوحنا
ذبلت فجافاها اليراع وأحجما
أم أنّ أنوار النضارة والسّنا
هجرت محيّانا فخلته معتما
ماذا ؟ فأخبرني وقلها صراحة
إن لم يكن بوحاً فقلها بالوما
فأجبتها لا والذي رفع السّما
لا والذي بعث الحبيب معلما
لا والذي وهب القلوب هيامها
أنت الهوى في القلب حبّك قد نما
لم يخبُ حبك في الفؤاد وإنما
زاد الغرام بخافقي وتعظما
ما زلت في كنف الفؤاد مقيمة
والصدر حولك كالخميلة خيّما
ما زال حبر يراعتي من منهلٍ
صافي النّهول وما أراه تعلقما
لا تحسبي زهر المحيّا إن ذوت
ومشيب رأسٍ في دجاه تحكّما
لا تحسبي شيب المفارق سُبةً
الليل يحلو اُنْسُهُ إن أنجما
سأظل أعشق ليله ونجومه
حتى وإن زاد المشيب وإن طمى
وتظل أزهار المحيّا نظرة
في ناظريّ لو الربيع تفحّما
فإذا مدحت البدر أرنو للسنا
فإذا سنا شحذ اليراع وأسهما
و إذا مدحت الورد أو رمت الشّذى
أرنو المحيا خلسة يتنسما
فتعب من عبق الزهور يراعتي
وتعرّق الوجنات تعصر بلسما
سأخط آهات الجوى من مبسمٍ
عبقا من الأمس الجميل تبسّما
مهما ذوت أزهار دوحك فيحها
سيظل بالأعطار دوما مفعما
والشّيب في ليل المفارق نوره
لدجى القلوب وللدروب المعلما
كلمات ابو جعفر الشلهوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق