الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

لم أقول علي نسيانك بقلم/ د.محفوظ فرج

 لم أقوَ على نسيانك

————————


لمْ أدرِ لماذا لم أقوَ

على نسيانِك ؟

منذُ زمانٍ أوغلَ في أقصاهُ

ولمْ نتلاقَ

ولكنْ كلماتُكِ لي

في بعدِكِ عنّي

ليستْ تحملُ أحرفَها 

وعميقَ مخارجِها 

بل أتَحَسَّسُ فيها كفَّكِ 

كلَّ ملامحِ وجهِكِ

وهيَ تحدِّقُ في رسمِ الحرفِ

يأتيني عبقُ عبيرٍ من أنفاسِك

تَضَمَّخَ فيها

تأتيني في صورِها ومعانيها 

أنَّكِ عُدت إليَّ كما كنّا

نصطادُ النظراتِ بنهمٍ

في درسِ الصرفِ

إذا قال الدكتور

( راس السطر يهواي يلله نكتبه )

تبسَّمتِ وغارتْ عيناكِ 

وراء الخدينِ  الخمريينِ

فحيناً يشغِلُنا الدرسُ 

وحيناً يتوَحَّدُ قلبانا في دقاتهما

وعلى ساحلِ سوسة 

نتمازحُ في واجهةِ المعهد 

 بنبتٍ حين تلامسُ كفّانا أوراقَهُ 

يحرِقُها 

نرحلُ في قافلةٍ للمنعرجاتِ

بغاباتِ ( الوسطيّةِ ) هرباً من كفِّ

الطاعونِ الضاربِ 

بتخومِ المدن المزدحمة

أقول لها : لن يقتفيَ بإذن الله

وباءٌ أثَرَنا 

أقدامي تَتْبعُها أقدامُكِ

تدوسُ على أوراقٍ يابسةٍ صفراء 

نجري تحتَ مظَلّاتِ السَّرْوِ

وأشجارِ الزيتون 

من الغيثِ المتواترِ 

نلجأُ مضْطَرِّينَ إلى قبرٍ صخريٍّ 

منحوتٍ من جَبّاناتِ اليونانيين

وأجَفّفُ في أنفاسي 

بلَلُ قمْصانِك 

ألفُّ بثوبي ساقَيكِ البضَّينِ 

من آثارِ القَعمولِ الشوكيِّ 

أقولُ لكِ : الآنَ بأنّا أحرارٌ  

فهناكَ مقابرُ وقعتْ 

في الأسرِ وعزَّ على أهليهمْ 

أنْ يرتادوها

قالتْ : منذُ زمانٍ لم نخْلُ لبعضينا 

دعني أشْبِعْ ظَمَأَ عيْنيَّ لرؤياكَ

قبلَ غروبٍ لمْ نعهدْهُ

ولم يخطرْ في البال 

روِّيني من دفءِ 

الشعريةِ في عَبَقِ حديثِك

فَكلانا موجةُ حُبِّ وحنانٍ صافيةٌ

في شاطئِ دجلة  

لنْ تَتَكرَّرَ قَرَّتْ تحتَ جذورِ

النارنجِ فبارَكَها الرَّحمن


د. محفوظ فرج


اللوحة التشكيلية للفنان الكبير ستار كاووش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...