الخميس، 30 ديسمبر 2021

ماذا بعد / احمد علي صدقي

 ماذا بعد؟

لقد أظهر لنا هذا الوباء من نحن وأبرز من بين قشات تبن السياسة من هو المسؤول الفعال ومن هو ذلك الذي في لغط دائم ولا نتيجة تنتظر من لغطه. هذه الجائحة كانت أداة فحص دقيقة عرت عالميا على أعظم خلل في الانسان وهو الكذب والخداع. امراض متفشية فينا نخفيها بالنفاق وتأليه البشر. امراض ترتع في نفوسنا وبدل أن نبحث عن دواء لها اتخذناها ادوات لتصفية حساباتنا. نحملها ليل نهاى بين اضلعنا نمشي به على اطراف أصابعنا لنسكب سمومها غدرا في كؤوس شراب رحيق حياة بعضنا البعض. ربطتنا الفردانية بصخور أنانيتنا فلا إنسانية تهمنا ولا حكامة تسيرنا وإنما هي مصالح شخصية تحركنا. حتى من يدعون الديموقراطية قد أزيل عنهم القناع وظهرت حقيقتهم. فالكل انسان حجري أناني عنصري قديم العقلية يرتدي قناعا يظهر لنا الوجه المصطنع ويخفي وراءه الوجه الحقيقي لبني البشر. كلنا أحفاد ولا نقتسم الا الكذب وكلنا إخوة ولا نخفي بين اضلعنا الا الغدر. فإلى متى نسير هكذا نحمل هاته الاوزار النفسية الخبيثة على ظهورنا والتي يجعلنا ثقلها نعيش حياة لا انسانية نجلس على اطرافها ننظر اليها وهي تمر مر السحاب.

 بعد ان تفرغنا لانفسنا شهورا هل سبرنا اغوارها وتعرفنا عليها وميزنا بين النصف العامر والنصف الفارغ من كأسها؟ بعد هذه الفسحة من الزمان لقد اصبح أمر التغيير حتمي و متعلق بإرادتنا فلا يلم أحد احدا والكل يجب ان يلوم نفسه. فالمشي على طريق التغيير المعبدة أمر حثمي و اتخاذ الدواء للشفاء من امراضنا المذكورة اعلاه امر ضروري. واذا ارادنا هذا فعلينا جميعا:

اولا:

ان نعرف انفسنا  وان نعرف من اين اتينا والى اين نحن ذاهبين.

فلا نكن كما كان اليا ابو ماض يقول:

جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت

ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت

وسأبقى ما شيا ان شئت هذا ام ابيت

كيف جئت؟ كيف ابصرت طريقي ؟

لست أدري!

فهذا اعتقاد خاطئ و لا يناسب انسانا قد جمع من المعارف رصيد 2021 سنة. كما لا يجب ان نكون برأي الفيلسوف ديكارت التي قال:

انا افكر اذن انا موجود. لِنَكُنْ على يقين اننا موجودين و لذلك نفكر. 

وليرمي كل منا هذه الترهات ويقول:

الحمدلله الذي خلقني فأحسن خلقي وصورني فأحسن صورتي واركع لي ملائكته واعزني واكرمني بالاسلام ورفض ابليس ان يسجد لأبي آدم فطرده من رحمته ووعده بناره.

ثانيا:

ان نجعل حياتنا مليئة بالأهداف السامية. فحياة بلا أهداف هي صحراء جرداء مآلنا فيها الضلال. لا تملأ أخي حياتك بالأحلام فالذي يحلم هو في نوم عميق لذلك فهو يحلم. الاحلام تبقى احلاما لا تسمن ولا تغني من جوع وهي نتيجة كسل وتهاون اما الأهداف فهي نتيجة عمل واجتهاد. فالتكن لك اهداف تُحَقَّق يعني لها مقاييس ملموسة و وقت محدد.

ثالثا:

لمن كبر سنا، لا تحرم نفسك أخي من التعليم وتقل انك قد كبرت وفاتك قطار التعلم، فهذا كلام فارغ واسألني انا عن تجربتي. فقد اجتزت امتحانات البكالوريا بعد تقاعدي عن العمل وعمري 65 سنة ونلت الباكالوريا بامتياز واتممت دراستي بالجامعة وعمري 68 سنة ونلت الاجازة بامتياز .

رابعا:

اهتم بصحتك. فالعقل السليم في الجسم السليم ولكن لا تبالغ وتنظر لنفسك باحتقار لان عضلاتك ليست كعضلات شفان زنيكير ولا انت اختي تحتقرين نفسك لانك لست بجمال عارضة الازياء أولهن جيجي حديد. فهؤلاء لا يمثلون الا نسبة ضئيلة من الناس وما تبقى فهو مثلي ومثلك ومثل باقي جميع الناس.

خامسا: 

كن عنصرا فعالا في مجتمعك. كن انسانا نشيطا ولا تتكاسل ولا تسوف وقل دائما ها أنا ذا ولا تقل كان أبي. لا تعش في الماضي مفتخرا بأبيك او بأجدادك  فتكن كالبطاطيس زهور فوق الارض وما ينفع مدفون تحتها. لا تكثر من الكلام غير المفيد في حضرة العارفين. دور لسانك في فمك الف مرة قبل النطق بأي كلمة لأن الكلمة كالرصاصة اذا خرجت من المسدس فلن ترجع اليه. تأكد من صحة ما ستقوله. قم بتصفية معلوماتك بغرابيل سقراط الثلاثة قبل النطق بها: غربال الحقيقة و الحسن و المنفعة.

فاذا كان ما تريد قوله غير حقيقي وغير حسن وغير نافع فلا تقله.

سادسا: 

كن شاطرا يعني ذكيا ومجدا وواسع الحيلة بين اقرانك. لا تترك احدا يتخذ منك مصدر سخرية وتقبل هذا. فأنت كيف ما كانت صورتك و كيف ما كان رصيد معرفتك فانت لا بد احسن من كثير. افتخر بنفسك وارفع من شأنها و ما تجهله انت يعرفه الآخر وما تعرفه انت يجهله الآ خر فاعرف كيف تتواصل مع الآخرين لتنمية رصيدك من المعلومات.

سابعا:

كن ذا عزيمة قوية. فلا يكن لديك رأي راجح لتقوله ويكون موقفك هو الصمت. لا يكن لديك قرار ما وتتردد في الادلاء به لانك وجدت نفسك بين اناس تظنهم اقوى منك فتخضع لرأيهم وانت تعرف انه غير صائب. كن عنيدا و دؤوبا وثابتا في كل معاملاتك و في آرائك. 

اظن انني لست الوحيد الذي استنبط هذا من  متاهات هذا الحجر الصحي بكماماته وحثنا على البعد عن بعضنا البعض و احترام المسافات بيننا بعد ان كنا نبحث عن الاقتراب وعن الدفئ. 

لنعش اخوتي ما تبقى من اعمارنا مرفوعي الرأس في مجتمعنا نحس بالسعادة تنبعث من دواخلك.  

ولتكن لنا جميعا سنة 2022 سعيدة.

وكل عام وانتم بالف خير

احمد علي صدقي/ المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...