غربة الأطلال
====
تسمو إذا التحموا بأهلها الدار
وفي تفككهم ذل وإخسار
==
فكيف غادرها وصل به امتزجت
وزال مثل بقايا العطر أبرار
==
ضاقت بهم أم تراهم من أضر بها
فانفض سامرها وفر زوار
==
فما سعى أحد يوما لحاجته
أو قد أسئ لها من بعض من جاروا
==
إلا وقد بسطت قلبا لها ويدا
فآب مُتَّهِمٌ وانفك إعسار
==
وإن أحاط بها كرب يزلزلها
أو حل من نكبات الدهر إضرار
==
عادت كعادتها في ثوب منتصر
يمضي بها قدما عزم وإصرار
==
كانوا لها شهبا تحمي معارجها
إذا تطاول شيطان وختار
==
في كل زاوية ذكرى لمنقبة
وفي حوائطها عطر وأزهار
==
الآن تبكي زمان الوصل من وجع
لما تفرق أحباب وأنصار
==
شوقا لرؤية من كانوا لأعينها
نورا إذا مكثوا نورا إذا ساروا
==
لاالشمس توقظ صبحا في مرابعها
وغادرت عتباتِ الأنس أقمار
==
فقد أصاب قلوب العاشقين ضنى
وفي العيون من الغفلات عُوَّارُ
==
من ذا يعيد إلى الأسماع أغنية
كانت تبوح بها في الليل أوتار
==
من ذا يعيد لها سحر ابتسامتها
طهرا يرتله ذكر وأشعار
==
مازلت أحفظ آيا من محبتها
مازال يؤنسني في البين تذكار
==
كم أحرمت نحوها بالحب أفئدة
وكم تطوف عشاق وعمار
==
اليوم عز بلوغ العاشقين لها
واغتال حرمتها حمقى وأشرار
==
مازال يسكنها قلبي وتسكنني
ففي الفؤاد لها عرش وأمصار
==
د/أحمد مدحت جعفر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق