همسات عبر الاثير / بقلم مصطفى سليمان

💐  همسات عبر الأثير  💐

- الهمسة السابعة و العشرون :

🌹 لطفا .. بي .. سيدتي .. !!! 🌹

لطفا .. بي .. سيدتي ..
إن كنتِ الغروبَ .. للشمس ..
ارحمي شمسا .. تراوغ .. توسلا ..
غروبك ..

لطفا .. بعاشق ..
يعشق جمع .. المحن ..
لطفا .. بعاشق .. عمَّر طويلا ..
عمر لأكثر .. من زمن ..
عمر من أجلك .. أكثر من مكان ..
عمر كل التاريخ ..
بكل الأمكنة .. بكل الأزمنة ..
عايش من أجلك .. سيدتي ..
كل الحضارات ..
خَبَرها .. حضارة .. حضارة ..
حتى .. صارت تهابه .. المراجع ..
خزائن الأسرار .. الحقائق .. و الأساطير ..
عَبْرَ العالم .. صارت المواقيت ..
ترتعش .. من مرور .. حفيف طيفه ..
جميع عقارب الساعات ..
على أشكالها .. تنصهر ..
منكسة رؤوسها .. من خشيته ..
تؤثث .. أسفاره .. عبر الأزمان ..
بصدى ملاحم الأرواح ..
توثقها .. ساعة .. ساعة ..
تدقق فيها .. كل دقيقة .. 
فلطفا ..  سيدتي ..
بعاشق .. يعشقه الشجن ..

لطفا .. بي .. سيدتي ..
إن كنتِ الغروبَ .. للشمس ..
ارحمي شمسا .. تراوغ .. توسلا ..
غروبك ..

لطفا .. بعاشق ..
يعشق التنقل .. في الزمن ..
لطفا بعاشق .. جال .. في لحظاته ..
لحظة .. لحظة ..
و في ثنايا .. حيواتها ..
حياة .. حياة .. منذ النشأة ..
منذ أن كنتِ نطفة .. علقة ..
مضغة .. حياة .. فإنسانا في لفة ..
زهرة .. طفلة .. فمهرة ..
فرس .. حَبَّالَة .. وَلَّادَة ..
أصيلة النسل .. أجود طفرة ..
إلى أن تصيري .. بآخر السنين ..
المنتهى .. منتهى .. آخر شهقة ..
تتكررين آلاف المرات ..
و في كل مرة .. أنت العروة ..
كل حياة عشتينها .. كنتِ فيها ..
ملكة على ممالك .. الحسان ..
تحت إمرة عطفك و لطفك ..
بمملكتك .. مملكة الحب و الإحسان ..
عدد حيواتك .. بعدد الممالك ..
بعدد .. الصوالج .. و التيجان ..
فلطفا .. سيدتي ..
بعاشق .. تخطى عامل الزمن ..

لطفا .. بي .. سيدتي ..
إن كنتِ الغروبَ .. للشمس ..
ارحمي شمسا .. تراوغ .. توسلا ..
غروبك ..

لطفا .. بعاشق ..
مل .. منه .. الخلود ..
صار .. يعشق .. الحَيْن ..
مَلَّ التكرار .. مل الإجترار ..
مل .. من أن يراك .. قاب قوسين ..
بل عرضة للهلاك .. لآلاف السنين ..
كل حياة  .. عشتينها ..
كانت .. بأنواع من الوباء ..
كان لك .. في كل مرة ..
واحد .. على الأقل .. بالمرصاد ..
أتدخل .. ناسيا .. حيادي ..
منزوع عن نوعي .. فعل التحابي ..
لي الحق فقط .. في تغيير .. قدري ..
لكن عشقي .. لك .. مقدر له ..
أن يكون في .. النهاية ..
نهاية .. لحتفي ..
فبين براثينه .. كصياد ..
صياد .. يعشق فن الإرتماء ..
و مخاطر .. تعيد له .. خصاص الإرتواء ..
فلطفا .. سيدتي ..
بعاشق .. لا تقدر خصاله .. بثمن ..

لطفا .. بي .. سيدتي ..
إن كنتِ الغروبَ .. للشمس ..
ارحمي شمسا .. تراوغ .. توسلا ..
غروبك ..

لطفا .. بعاشق ..
يعشق .. أن .. يَأمَن ..
لقد عاد .. إليك .. يرتجي الأمان ..
لم يعد يطيق .. العيش ..
العيش  لك .. كحارس أمن ..
مناه .. أن يكون لك .. الأمن ..
استقال .. من نعمة .. الخلود ..
و ارتكن .. لقطيع الأحياء الأموات ..
حياة واحدة .. تكفيه ..
و امرأة بحجم قلبك .. تدفؤه ..
لن يندم .. على نعمة .. تَخَلّّاها ..
فأنت النعمة الحقَّة ..
أنت .. له .. نعمة الوجود ..
فلم يعد .. يأبه .. بنعمة تخلى عنها ..
نعمة صارت له ماضٍ .. نعمة الخلود ..
فلطفا .. سيدتي ..
بعاشق .. تخلى عن خلوده ..
لا مقابلا فيه ..
يطمع منه .. مَنٌّ ..

لطفا .. بي .. سيدتي ..
إن كنتِ الغروبَ .. للشمس ..
ارحمي شمسا .. تراوغ .. توسلا ..
غروبك ..

لطفا .. بعاشق  ..
عاد .. بعد طول .. وَهَن ..
عاد .. ليقول لك .. كل مساء ..
و أنت  .. مفعمة .. هناء ..
مازال .. على العهد ..
و كما و عدك .. سيدتي ..
كونه .. لن يخلف .. بالوعد ..
هذه إحدى رسائله .. إليك ..
إليك .. هذا المساء ..
و إن كان .. في العمر بقية ..
سيكتب .. لك .. كل عشية ..
فقط .. الزمي .. حجرك الصحي ..
إلى أن يُرفَع .. عنا .. هذا البلاء ..
فليحفظك .. له .. رب .. الأرض ..
رب .. الأرض و السماء ..
يا عظيمة .. الحسن ..
يا سليلة .. البهاء .. !!!

🌹مصطفى سليمان /المغرب. 🌹