قصّة للأطفال بقلم الكاتبة الدكتورة:هند حيدر
....................إني اخترتك ياوطني...........................
بعد فترة غياب وانقطاع قسري عن المدرسة، عدنا يالفرحتنا عندما أخبرتني أمي بالسماح بإجراء دورات تقوبية وتعويض الفاقد التعليمي، كدت أطير من السعادة.
اشتقت لمعلمتي ومدرستي ورفاقي، والحقيقة اشتقت لمقعدي وللوح حتى للباب، لكل شيئ..
نسيت أن أعرفكم بنفسي أنا عدي في الصف السادس،
أذهب كل يوم مع أختي فاتن التي تصغرني بثلاثة أعوام.
عندما دخلت الصف هذا اليوم كان كل التلاميذ مجتمعين والأصوات تتعالى في نقاش يبدو أنّه مهم.
كان صوت علم هو الأقوى والأوضح: نعم كما أقول الوضع سيء، أفسحت لنفسي مكاناً، وقلت عمّ تتحدثون يارفاق؟ قال عزيز: عما يحدث لأوطاننا، نحن خائفون.
قال علم: نعم، انظروا إنّ الشر ينتصر على الخير وليس كما قالوا لنا أنّه في النهاية ينصر الخير.
قلت: اسمعوني جيداً أنا لاأوافقكم الرأي، إنّ وسائل الإعلام تحاول التشكيك بصمودنا وقوتنا وقدراتنا.
أحسنت ياعدي، صدح صوت معلمتنا بثقة وقوة، عدنا إلى مقاعدتنا، وقفت المعلمة أمام اللوح وقالت سوف نتحدث قليلاً، ثمّ نتابع درسنا لهذا اليوم.
سوف نتحدث عن الوطن والظروف التي يمر بها حالياً،
كما تعلمون الوطن هو المكان الذي نولد ونحيابه.
حب الوطن فطرة فطر الله- سبحانه وتعالى- الناس عليها،
هذا الحب على مر العصور تغنّى به الشعراء، وتمثّل به الحكماء، ونثر بمعانيه الأدباء، ومن أجل هذا الحب قدّم الشهداء أرواحهم ودمائهم، والأمهات قدّمن فلذات أكبادهم ودموعهنّ، والأمثلة كثيرة.
سمعتكم تتحدثون عن الخير والشر، صراع أزلي، أنا أومن أن الخير ينتصر في النهاية ولكن يجب أن نكون حراساً للخير وداعمين له حتى ينتصر.
نحن الآن نمر في فترة تحول كبيرة ونحن مستهدفون، لذلك المطلوب منا جميعاً أن نكون حراساً لهذا الوطن، كلنا بدون استثناء الفلاح في حقله، والتاجر في تجارته، والطالب في دراسته، والأم....كلٌ حسب طاقته ومجاله.
فكما رأينا موقف زميلكم عدي هكذا يجب أن تكونوا حراساً للوطن تؤمنون به وتدافون عنه بقلوبكم واجتهادكم وعدم تصديق الإعلام والتهويل ....
كل منا يجب أن يكون حارسا في مجاله.
هكذا يحيا الخير ويموت الشر، والآن هيّا نغني للوطن وبدأنا ننشد الأغاني الوطنية بحماس وفرح ،وكلنا تصميم على حراسة وطننا الحبيب. .
ثمّ كتبت بخط جميل:إني اخترتك ياوطني.
د.هند حيدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق