الأحد، 12 يوليو 2020

يالاضي ‏العطشى ‏/بقلم ‏صادق ‏الهمامي

* يالأرضي العطشى *

تفتح فاها لقوافل الغيم
تكحل بوميض البرق
مدامع  الطبيعة الحزينة
و ذبول هامات الشجر
ترتدي رداء القحط البالي
يحزنها شحوب التضاريس
تتلّحف بعمق الأخاديد
أناملها تلامس السماء
تعبت.. تعبت من التذرّع 
لم تظفر بقطرة ماء
و الرّيح توغل في السّفر
تحكم سيطرتها على الغيم
تحمله فوق بساطها الممتدّ
إلى البعيد .. البعيد .. 

* يالأرضي العطشى

تشرع جميع أبوابها
على الغائب المجهول
يجتاحها القحط فصولا
نسيت حصاد المواسم
و طقوس فرح البيادر
هجرتها مجموعات النمل
تموت بين أحضانها
أسراب الطّيور جوعا

* يا لأرضي العطشى

تتوضّأ بماء الغياب
في خشوع تعتلي المحراب
تصلّي جهرا صلاة الخوف
أمام الفصول بغير حجاب
كاشفة مفاتنها للقادمين
على صهوة الوقت
سيوفهم  مشهّرة
يقطعون بها الفضاء
مردّدين أهازيج الوصول
ملوّحين بشارات النصر

* يا لأرضي العطشى

في كبرياء
 تعرّي صدرها 
ترضع سراب البراري
تطعم الوافدين
من لهيب الزّمن
ما تبقى من قوت الحمام
وهي تتطلّع إلى الأمام
تأمل أن يأتيها رسول
يزفّ إليها الأمل
و يهشّ المستحيل بعصاه

* يالأرضي العطشي

غاضبة منّي
تنوء بحملي
تشيح بوحهها عنّي
يحاصرها الضّباب
يخيفها الفناء
تملأها الكلاب
 تبيت و تصبح
على نباح و عواء

* يالأرضي العطشى

صرخاتها يردّدها العدم
ليس لها أصداء
يهدّدها الوجود
بخسوف قمرها
و كسوف شمسها
و العيش في ظلام
مدى الحياة
ترى.. ؟
من يعيد لها 
بسمة الفجر ؟ 
و حلم النهار ؟ 
يا ترى...؟
من يعيد لها ؟ 
أمن تخومها ؟ 
و تاريخ أبراجها ؟ 
و جسارة قلاعها ؟
يا ترى.. ؟

* صادق الهمامي/تونس *

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...