السبت، 4 يوليو 2020

صديقي ‏اسماعيل/بقلم ‏عبد ‏المجيد ‏الجاسم

صديقي اسماعيل
كان في طفولته لا يلعب مع أبناء جيله إلا قليلا وكثيرا ما يخالط الرجال ويجلس معهم ويستمع إلى أحاديثهم ...؟ لقد كان متفوقا دراسيا في المرحلة الابتدائية على أقرانه ...؟ وبقي متفوقا في المرحلة الإعدادية ..؟ وخاصة في اللغة العربية واللغة الفرنسية ...؟ صديقي هذا رافقته في صيف الصف الاول الثانوي اكتسابا منه المعرفة وقواعد اللغة العربية ...؟ وأرشدني إلى قراءة القصص ..؟ وكنا نذهب إلى المركز الثقافي لاستعارة الكتب القصصية وسط مدينة الحسكة في السبعينيات ...؟ وطيلة صيف التاسع والعاشر والحادي عشر ...؟ كنا في سباق بمطالعة القصص وتبادلها فلم نترك كتاب لنجيب محفوظ ويوسف السباعي واحسان عبد القدوس ومحمد عبد الحليم عبدالله إلا وطالعناه وحتى مسرحيات توفيق الحكيم بالإضافة إلى كتاب من هنا وهناك ...؟ وفي أثناء المدرسة نستعير من مكتبة المدرسه //ابي ذر الغفاري//التي تعج بمجموعة لاباس بها من الكتب .؟ وكثيرا ما نحضر فيلم سينمائي لإحدى القصص التي طالعناها بعد أن نحصل على نقود بشق النفس حيث الفقر المدقع لكلينا ...؟ لقد كان اسماعيل شاب موهوب وذكي وفطن وتقاطيع وجهه وسيمة بانف مميز وكثيرا ما يخرج صوت لانفاسه من كثرة التدخين وشعر رأسه اسود سبل وخشن ..؟ لم ألاحظ على صديقي وقرابتي أي شيء من تصرفاته سوى انه هادئ وكأنه يحمل هموم الكون ... ؟ وكذلك يتفاعل مع القصص أكثر مما اتفاعل معها وكان معجب بثلاثية نجيب محفوظ وكتب طه حسين التي لم أستسيغها لأسلوب طه حسين العالي الجوده ..؟ إلى أن  حان موعد امتحانات الثانوية كان لايدرس المنهاج بل منهمكا بمطالعة الكتب وكان يقول أن هذه الكتب دون المستوى ...؟ وبعد الامتحانات عاد إلى الكتب الفلسفية منها جمهورية أفلاطون ولم تروق لي إلا ببعض الأمثلة لازالت خالدة في نفسي إلى اليوم ...؟ وآخر كتاب طالعه صديقي هو العنقاء وكتاب طبول على الموهوك ولم اطالع هذين الكتابين إلى الآن ...؟ لان صديقي قيل انه فقد عقله فخشيت أن يصبني ما أصابه فتركت المطالعة ...؟ وكلما التقيت به أرى انه يتحدث عن غيبيات وأفكار لا اعلم عنها شيئا وعن أمور اجهلها وكأنه في عالم آخرعلى غير عادته ...؟ يتحدث قليلا ثم ما يلبث أن يقوم ويغادر  ...؟ لكن لم يؤذي أحدا ...؟ إنما أفكاره ومبادئه كانت فوق مستوى الوعي الذي ادركه ويدركه اصدقاءه ...؟ كان يتحدث مع أناس جهلاء لا يدركون ...؟ مما يتحدث به ... فاطلقوا عليه انه فقد عقله ...؟الى ان فقد عقله فعلا ...؟ وبقي والده يعالجه ضمن الامكانات المادية الشحيحة والفقر الذي كان يسيطر على غالبية الناس آنذاك إلى أن توفي ذلك النابغة ...؟ رحم الله صديقي اسماعيل واسكنه فسيح جناته وأرجو منكم الرحمة له ...؟ 
انتهت // بقلم : عبد المجيد الجاسم // ابو حيدر//

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...