السبت، 8 أغسطس 2020

رحلتي مع الكورونا للمبدعة/الهام العبيدي

 رحلتي مع الكورونا 


كيف حالكم يا رفاق 

فحالي يشعرني بالبكاء والاختناق 

تركوني لوحدي بغرفة كبيرة 

ولكن الهواء فيها قليل 

وغير قادر على الاستنشاق 

تركوني وحدي 

واحكموا على الأبواب و الشبابيك  الاغلاق 

ممنوع علي رؤيتهم أو لمسهم وممنوع عني العناق 

اشتقت لهم كثيرا هل تعرفون معنى الاشتياق 

اسمع صدى أصواتهم وعويل أمي والبكاء 

انا مازلت حيا وبكاؤهم يشعرني بالاعياء والارهاق

يرمون الي بالأكل من خلف الأبواب 

خوفا من العدوى يخشون بي الالتحاق

وهواجس الموت ترافقني في نومي وصحوي 

ولا اعرف ميت أنا أم على قيد الحياة باق 

حاولت أن اخلد للنوم من شدة التعب والتفكير والأرهاق 

وصحوت على صوت صراخ وعويل يعج بالأفاق 

انه صوت أمي تنادي على أناس إغراب لم أرهم من قبل وهيئتهم مخيفة وملابسهم بيضاء كأنها ملابس رواد فضاء 

أنظر للجميع باستغراب ...!!

لا أعرف مايحدث وكل لحظه يشعرني صوت أمي بالأشفاق 

حملوا كيس أسود يشبه كيس النفايات ووضعوه في سيارة الأسعاف 

وأمي تلهث وراءهم وأبي بدموعه يمنعها بهم من الألتحاق 

قلت في نفسي لما تبكي امي بكل هذه الحرقه خلف كيس النفايات هل جنت أمي أم أختل عقلها من التفكير والإرهاق 

وهنا أختفت صورة أمي والأهل والجيران والرفاق 

ولم يبقى سوى أنا وكيس النفايات وسيارة الإسعاف...

لم أعي مايحدث حولي أين امي وابي واخواني والأخوات 

أين جيراني وأقاربي وأصدقاء عمري 

اتسأل هل بهم شر أحاق

ولما أنا مع كيس النفايات الأسود هنا باق 

وفي كل لحظه لحظن أمي أشتاق 

فصوت نحيبها بحرقه على كيس النفايات في أذني باق 

توقفت الإسعاف وجاء أحد رجال الفضاء وبيده أوراق 

لم افهم مايحدث وافكاري تتصارع بذهني كانها في سباق 

والوضع بالنسبة لي مع كيس النفايات لم يعد يطاق 

فقررت ان أفتحه لأرى مابه من شيء ثمين يستحق أن تبكي عليه أمي ولا تطيق له البعد والفراق 

ففتحته بخلسة  وكأنني من السراق 

وهنا شعرت وكأن الجبال أنهارت بي 

والأرض أبتلعتني وصابها الأنشقاق 

نعم انه أنا داخل كيس النفايات 

لقد مت ولم يعد لي ذكر باق 

قتلتني الكورونا وحرمتني من الأهل والرفاق 

وسيتم دفني مع كيس النفايات 

داخل حفرة ولن يزورني أحد 

وأشعر من الان نحوهم بالحنين والاشتياق 

وهنا وجهت راسي نحو رب الارباب 

ومعتق الرقاب وهو الواهب والرزاق 

ان يرحمني ويدخلني جنته دون عقاب

وسمعتهم يتحدثوا فيما بينهم لنكرم مثواه فالى متى في سيارة الاسعاف باق 

ورموني بحفرة بقوة  فتكسرت مني الأضلاع 

فصحوت على صوت أمي تقول لي مضت ساعه وأنا احاول أن أفيقك من نومك فقد أذن الظهر فألى متى أنت في سريرك باق..

فصحوت فرحا نعم كان هذا حلما بل كابوس لا يطاق

 أحتظنت أمي من شدة فرحي وهي مذهولة من سبب العناق..

وحمدت ربي ساجدا دون اخفاق 

هذه كانت رحلتي مع كورونا مرة المذاق 

وهذه قدرة الله على الأحياء بعد الموت والفناء

فقلت في نفسي أن دول الأستكبار صنعوا أسلحة الدمار 

ووصلوا بتقنيتهم حد المحال  

تفننوا  بكل ما يجعل دماء الناس تراق

،  ولكنهم عجزوا ان يجدوا لهذا الداء ترياق..

فذهلوا من قدرة الله حيث هزم طغيانهم فيروس لا يرى بالعين المجرده فضعف الطالب والمطلوب وهذا لقوله مصداق  والعزة لله الخلاق .


د. الهام العبيدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...