الجمعة، 28 أغسطس 2020

ياجارة الدار/بقلم ابو جعفر الشلهوب

ياجارة الدار
يا جارة الدّار آهي كيف أخفيها
ودمعتي لو همت كيف أداريها
تلازمت آهتي مع نبض خافقنا
أوحت لأحداقنا تسخو مآقيها
بنت  عمّي لنا دارٌ تجاوركم
لم يبق منها سوى الأطلال نبكيها
وأنّها هُدِمَتْ لم تبقَ شامخةً
وأرضها قد تساوت مع أعاليها
قد ركّعتها أيادي الظلم ما رحمت
صرخاتها عندما صارت تناديها
لو لي جناحٌ لطرت كلما بزغت
شمسٌ وشعشع بدرٌ في دياجيها
أطوف فيه على أنقاضها حَزِناً
أسمعها شكواي تسمعني شكاويها
لما علمت بأنّي لا جناح به
أطير تسبقني الدمعات أذريها
وليس لي معْ نسيم الصّبح لوعبقت
أنسامه موعدٌ حتى نصحّيها
أرسلت بالآه تسري من خوافقنا
وقد رجوتك عنّي أن تودّيها
يا جارة الدّار هذا القلب أرسله
وذي المدامع والآهات أهديها
وبلّغيها هيامي وانقلي ولهي
وأقرئيها سلامًا من محبّيها
بالله مرّي عليها كلما سنحت
لكِ الضروفُ عساك أنْ تسلّيها
قولي لها رغم طول الهجر ما هجرت
بخافقي لم تزل والصدر حابيها
إنْ ركعتْها أيادي الغدر يبقَ لها
قلبي يعانقها بالآه يرثيها
قولي لها لا تظنّ الهجر غيّرنا
ما غادرت خافقي أوكنت ناسيها
ركامُها والسّقوف وَهْيَ هامدةٌ
أبهى القصور بعيني لا تساويها
قولي لها لو يكن في العمر متسعٌ
وشاء ربّي ولو حبوًا سآتيها
أشمّ من عبق الماضي إذا بقيت
نسائمٌ ،كانت الدّنيا تحلّيها
وبسمة من ربيع العمر حالمة
ودمعة عن عيون الناس نخفيها
أو ذكريات على الحيطان عالقة
نستحضر الأمسَ في ليلٍ ونحييها
وإن نأى الهجر والأيام قد طُويت
والدنيا ما بلغت روحي أمانيها
وحالت الدرب والآجال عودتنا
ولم تعد أعيني ترنو أراضيها
هاتي لنا حفنةً من طُهر تربتها
مع الحنوط على الأكفان رشّيها
كي تهدأ الأه في قلبي إذا صدحتْ
وأنني في ثرى الأضلاع أُبقيها
لا تعذلوني إذا بالغت في ولهي
لمّا حكاية عشقي جئت أحكيها
لو تعلمون بقلبي كيف منزلها
لَمَا عذلتمْ فؤادًا هائمًا فيها
هناك فيها الأماني غضّةً زُرِعَتْ
والدّهرُ جارَ ولمْ يُمْهِلْ فنجنيها
هناك فيها فراشات لنا لعبت
بين الورود على أطراف واديها
هناك كنا نقيل كلما جنحت
شمس المغيب وللأسحار نبقيها
مع الأحبّة والأصحاب في سمرٍ
والأرض خضراء أزهارٌ تغطيها
لو يرجع الأمس لو حلمًا يطوف بنا
والعين غافيةٌ ليلًا يهنّيها
ياليت يأتي لأحلامي يدغدغها
يكفكف الدمع.. آهاتي يداويها
لكنّه الأمس ماض ما لعودته
آه تجيش ولا دمعات نهميها
وليس للأمس أحداقٌ ولا أذنٌ
ترنو لأكبادنا.. تصغي لما فيها
كتابة أبوجعفر الشلهوب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...