الخميس، 3 سبتمبر 2020

نقطة الذاكرة /بقلم الاستاذة / وفية الخدادي

طابت أوقاتكم بالخير و السلامة و المسرات ...
نقطة الذاكرة

عفواً أيها الإنسان السائر ... إلى أين أنت مسافر ؟؟
هكذا بدأت الذاكرةُ تسأل الإنسانَ الذي في غِيِّه سادر ..
و الذي لا يميز بين ماضيه ، و بين الحاضر ..
توقفَ الإنسانُ بذهول ،.. و تباطأَ في سيْرِهِ بعد أنْ كان عَجول ..
و تساءل : مَنْ هذه ؟ و ماذا تقول ؟؟
سألها : مَنْ أنتِ ، و مَنْ تكونين ؟ ؟ و لماذا في طريقي تقفين ؟؟ و مني ماذا تريدين ؟؟
فأجابته بثقة و بأسلوبٍ رصين : عُدْ أيها السائل المسكين ..
عُدْ و تذَكَّرْ ماضيك البعيد .. عدْ إلى بداياتك .. عدْ إلى عمركَ ، بما فيه من يوم حزين و آخر سعيد ..
عُدْ إليَّ أنا و تَبَصَّرْ .. و إنْ كنتَ غافلاً فاٌنتبهْ و تذكَّرْ ..
و لا تنسَ مَنْ تكون ..
و ما هو موقعك في هذا الكون .. ف ربما تحتاج إلى عَون ..
ارتَدَّ الإنسان الذي قد يكون بنعمةِ ربه جاحد ..
أو ربما على غيره حاقد .. و بعداوته للخير ثابت و صامد ..
و إذا به يتوقفُ عن المسير ، و هو يقول :
ربما كانت مني ساعةَ طيشٍ و جنون ..
فأنستني مَنْ أكون .. و ثقي أنا لستُ ب مقامر
و لنفسي لن أخون ..
ثم قال : لقد عرفتكِ يا مليكتي المصون ..أنتِ نقطةُ ذاكرتي الأزلية .. سامحيني يا نور العيون .. ربما تَجَبَّرتُ ، و على غيري تعاليت .. و ربما أخذني التيارُ و تماديت ..
نعم .. أنا الإنسان الضعيف .. و لقد كنتُ في حاجةٍ الى مَنْ يوقفني عند حَدّي ..و يعيد لي صوابي لأتذَكَّرَ عهدي ..
السماح .. السماح .. يا نقطةَ ذاكرتي ..
ابتسمتْ نقطته و سامحته ، بعد أن عاهدها على عودته إلى جادّةِ الصواب .. و الإبتعاد عن التيه والمغالاة ..
و تعلَّمَ درساً لن ينساه .. ب أن عليه الإيمان بقدرة الله .. الذي صوَّرهُ و أسعدهُ و اغناه ..
أما إذا طغى و تجبر .. و على نعمة ربه تكبَّر ، فإنَّ اللهَ قادرٌ على إزالة النعمة من بين يديه .. إلى أن يتَّعظَ و يشكره على ما هو فيه و ما هو عليه ..

بقلمي
وفية الخدادي
٣ / ٩ / ٢٠٢٠


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...