الجمعة، 4 سبتمبر 2020

قصة الزوجة القوية للكاتب/مرشد سعيد الاحمد

 قصة قصيرة

بقلم: مرشد سعيد الاحمد

                 ****** الزوحةالقوية ********

 كان خلف الولد الأكبر لوالده الذي جاء مع مجموعة أشخاص من ريف حلب الشمالي في خمسينيات القرن الماضي إلى الجزيرة بسبب الحاجة والجوع وعمل

 كلا منهم بائع متجول بين القرى نسميه" حَوّاجِ "حيث كان يضع بضاعته في صناديق خشبية بحيث يحمل كل صندوقين منها على حمار ويترك حمار ليركبه ويحمل عليه الأشياء التي يشتريها من أهل القرى كالسمن والبيض والدجاج وغيره. وينادوا في القرى عنا علووك عنا سلووك عنا عطور عنا سكاكر وعسلية وحلاوة و....... وهؤلاء لا ذمة لها ولا خوف من الله حتى أصبح هناك مثل شعبي يقال لأي شخص كذاب ونصاب ومراوغ هذا ذمته ذمة حواج .وهؤلاء سكنوا في حارة معروفة بالحسكة يعرفها الجميع من خلال عدد الحمير المربوطة فيها و هذه الحمير هي مواضيع سهرات السمر عندهم حيث يتباهى كلا منهم بحميره وقدرتها على التحمل وسرعتها وسلالتها الأصيلة وكثير ما تتكرر عبارة حمار ابن حمار في توصيفها.

 بعد أن تجاوز خلف العاشرة من عمره أصبح يذهب مع والده في تجواله بين القرى في العطلة الصيفية للمدارس

 وتعلم منه أساليب اللف والدوران والكذب واستغلال عواطف الناس وقد ذكر لأصدقائه في إحدى المعسكرات الجامعية بعد دخل الجامعة في كلية الحقوق أنه ذهب مع والده ذات يوم وكانت إحدى النساء الريفيات تملك عشر فرخات وتريد بيعهن وقد دفع لها والدي بكل فرخة نص ليرة فناديتها وقلت لها بصوت منخفض هذا الشايب ما يخاف الله أنا سوف أدفع لك بكل واحدة ثمانية فرنكات ففرحت وضحكت كثيرا .

 بعد أن تخرج خلف من الجامعة وأدى خدمة العلم عمل محامي واستخدم كل أساليب النصب والكذب الذي تربى عليها في استغلال موكليه في القضاء وتعامل مع القضايا التي بخجل أي محامي أن يتوكل بها مثل ملفات الدعارة واللواطة والسرقة وغيرها

 جمع على أثرها ثروة طائلة من بيوت ومحلات وحصة كبيرة بفندق خمس نجوم.

 في بداية التسعينيات عاد أبو خلف ومن جاء معه إلى بلادهم بعد أن ملك كلا منهم أما سيارة شحن قاطرة ومقطورة أو صهريج طويل لنقل المحروقات أو باص هوب هوب لنقل الركاب.

 أما خلف فقد ملك قلب فتاة من جميلات البلد اسمها سراب بعد أن استطاع بأساليبه الخبيثة أن يغزو قلبها ويتزوجها وينجب منها بنت وولدين

 هذه الفتاة التي تضع جول الذهب في قدميها ومبارإم الذهب في يديها وطوق الذهب في عنقها أضف إلى ذلك بشرتها الشقراء التي لا تميزها عن ذهبها وعيونها الملونة

 وشعرها الأشقر الطويل وكلامها ومنطقها الحلو الجميل

 وشخصيتها القوية التي تفرض حضورها في كل مكان 

 أصيب خلف بجلطة دماغية قاتلة أودت بحياته مبكرا وقبل امتحان البكالورية لابنته حمولة بخمسة عشر يوما

حيث بكته سراب كثيرا وجلست في خيمة العزاء تبكي وتندب حظها وحظ ابنتها جمولة ومستقبلهما

 وفي اليوم الثاني من العزاء حضرت مع مجموعة من النساء المعزيات امرأة اسمها كنانة حيث قالت لسراب وهي في حالة بكاء ونواح شديدين :

 يااختي والله البكاء لا ينفع اذهبي إلى قبره وعندئذ هدأت سراب احتراما لها لكنها سمعت كلاما كان مفاجئ لها وللجميع عندما قالت : وامسحي بيدك على قبره وقولي له :

" نام نومة الهناء ألف الحمد لله وقعت براسك انت لا براسي انا " 

فردت علبها سراب بكلام قاسي وطلبت منها مغادرة المكان. لتفاجأ بعد حوالي الشهر من الحادثة بقدوم كنانة مع محامي و تقول لها : اليوم أتيت لعندك طالبة حق لا معزية . إن المرحوم خلف قد كتب باسمي نصف أملاكه عند الكاتب بالعدل بعد أن تزوجني بالسر وتهديدي له بأخبارك بكل ما جرى بيننا.

 وردا على سؤال سراب كيف تعرفت على خلف

 قالت تعرفت عليه وتزوجته بعد أن أوكلته للقيام بحصر إرث زوجي الذي قبله الدكتور معاذ والذي تزوجته بالسر أيضا ومات بجلطة قلبية وهو في عز شبابه

 وردا على سؤال آخر أنت ما تخافي الله

 قالت هذا شغل نقوم به أنا وبعض صديقاتي وأغلب ضحايانا هم الرجال حديثي النعمة واللذين تكون شخصياتهم ضعيفة أمام موجاتهم بحيث تغربهم بكلام حلو ومداعبات وحركات لا يجدونها عند هذه الزوجات

 القوية المسترجلة عليهم

                                 انتهت

 بقلم: مرشد سعيد الأحمد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...