الأربعاء، 21 أكتوبر 2020

المؤسسة المسكنية للمبدع/ مرشد سعيد الأحمد

 قصة قصيرة

بقلم: مرشد سعيد الأحمد

*********** المؤسسة المسكينة **********

 في ندوة قامت بها إحدى منظمات اليونسيف في بلدة تل المكاصيص برئاسة الدكتورة Manila governor التي تجيد اللغة العربية بالإضافة إلى اللهجات العامية حيث تحدثت الدكتورة مانويلا عن الأسرة كونها اللبنة الأساسية في بناء المجتمع وأكدت أن سلامة المجتمع وتطوره يعتمد على سلامة الأسرة وتربيتها للأطفال تربية سليمة وهذا يعتمد على سلامة العلاقة الزوجية وبناء الثقة المتبادلة بين الطرفين وأكدت على أهمية الثقافة الجنسية ليحافظ كلا منهما على الآخر لأن الإنسان دائما يبحث عن الحلقة المفقودة في سلسلة حياته . وأكدت أن السرطان الهدام والقاتل للعلاقة الزوجية هو تفكير معظم الرجال في هذه البلاد بالزواج بأكثر من زوجة . ثم توجهت بسؤال إلى الحضور لماذا هذا التفكير ؟

 أجاب علاوي قائلاً : والله يا دكتورة التجديد هو ضرورة لحياة كل إنسان وخاصة الزواج بأخرى معللا أن السبب هو الزواج المبكر من ابنة العم أو الأقارب . 

أما أمام الجامع فقد تحدثت في هذا الموضوع معتبرا أن الزواج بأكثر من زوجة هو شكل من أشكال العبادة لأنه ينفذ ما أمر الله عز وجل عندما قال :

 ** وانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ....**

 أما معلم المدرسة أبو حمزة والذي يدرس الفلسفة فقد تحدث بشكل منطقي عندما قال : إن تعدد الزوجات في الزمن الماضي كان ضروري نتيجة حاجة الأسرة للايدي العاملة للعمل في الأرض والاهتمام بتربية المواشي وغيرها أنا أعتقد أن هذا التفكير هو عبارة عن مرض اجتماعي توارثه الأبناء عن آباؤهم وأجدادهم ولم يعد لدى أيا منهم حديث سوى الحديث عن الزواج بزوجة ثانية دون الاهتمام بالعواقب التي ممكن أن تقوم بها الزوجة مثل الوقوع ضحية للسحرة والمشعوذين اللذين يستغلونها ماديا أو جنسيا أو بيعها خلطات عشبية وهمية لتدسها لزوجها بالطعام التي قد تودي بحياته أو تفقده رجولته

 أما أبو قحطان فقد تحدث مازحا ومنتقدا المؤسسات الخدمية فقال: إن الرجل الذي يتعامل مع عدة زوجات يشبه ذلك الرجل الذي يتعامل مع عدة شركات سياحية دائما عروض مغرية وخدمة ممتازة وسعادة وراحة نفسية . أما المتعامل مع زوجة واحدة فيشبه كل من  يتعامل مع مؤسسة المياه التي لا تملك سوى محطة ضخ واحدة حيث الأعطال الكثيرة والذي ينتج عنها انقطاع متواصل فتجده في عطش مستمر وهمه الوحيد هو البحث عن أي مصدر يروي عطشه وبأي طريقة وبأي ثمن. وهكذا انتهت الندوة بعد ضحكة ومزحة جماعية بين الحضور .

 في المساء عاد خلف من سفره قادما من حلب فأخبرته زوجته سراب عن الندوة وماجرى فيها من أحاديث ومناقشات . ونظرا لكون خلف يحب المرح والمقالب بأصدقائه المقربين فقد توجه إلى مضافة الوجيه أبو صبحي حيث سمع أصواتهم المرتفعة والجميع كان يتوقع أن الجهات المعنية ممكن أن تأتي لهم بالأرامل والعوانس من الدول الأخرى. وما أن دخل خلف لابسا نظاراته الطبية إلى المضافة حتى رحب به الجميع وهدأت الأصوات . وبعد أن جلس وجه له الجميع سؤال واحد أين كنت يا خلف ؟ فرد عليهم خلف قائلا : لقد ذهبت إلى مدينة تدمر لكي أخطب وأتزوج بزوجة ثانية فتعجب الجميع وقالوا له احكي لنا بالتفصيل عن هذه الرحلة . فقال لهم وسط صمت من الجميع : سافرت في باص (بولمان) الشام وقلت له أريد النزول في تدمر عند الدويرة . وبعدها توجهت إلى بيت المختار بعدما سألت أحد السكان عنه وحكيت له قصتي وقلت له زوجتي أصبحت طاعنة بالسن وأنا أحس نفسي شباب وأريد أن أجدد فراشي.

 ** وهو كلام للتعبير عن النوم مع زوجة أخرى **

 فأرسلني مع شاب إلى بيت لا يوجد فيه سوى شاب وأخته بنت صبية عمرها حوالي الثلاثين عاما .

 فاستقبلنا ورحب بنا وقامت أخته وقدمت لي فنجان قهوة مثل ** خريج الطامح ** أي تشبه ريق المرأة المطلقة بناء على طلبها وتطمح إلى زوج يحمل صفات أفضل من صفات زوجها من حيث الوسامة والأناقة والكرم والشهامة

 ثم قامت وخبزت لنا خبزا يشبه الهباري العراقية وبعد تناول وجبة الغداء تحدثت وذكرت لهم نفس الكلام الذي ذكرته للمختار . فقال الشاب لأخته : ما هو رأيك يا أختي 

 فردت عليه قائلةً :

 إن الرجل شخصية مقبولة لا ينقصه شيء لكنه يضع نظارات طبية وأخشى أن يصاب بالعمى لذلك أنا غير موافقة . فهب الجميع وبعد صمت طويل وبصوت واحد:

 لا يا خلف ** يا ابن الحلال شيل هالنظارات ** وكرروا هذه العبارة عدة مرات . وبعد أن عاد خلف من عمله في اليوم التالي حدثت مشاجرة بينه وبين زوجته سراب حيث سألته بعصبية ماذا فعلت في سهرة أمس بمضافة أبو صبحي حتى يأتيني كل ربع ساعة أو نصف ساعة أحدهم ويكرر نفس العبارة :

 ** زلمتچ خلف يلبس نظارات طبية ويروح يخطب بنية حديثة عمرها ثلاثين سنة **  دون أن افهم منه شيئا.

 فرد عليها خلف قائلاً : لقد مزحت معهم مزحة بسيطة والجميع صدقني وكل رجل جاء إلى عندك كان يكمل مشواره إلى عندي أثناء سقايتي للقطن في الحقل ويطلب مني الذهاب معه إلى تدمر 

 وآخرهم كان أبو راكان الذي تجاوز عمره الثمانين عاما 

 فقلت له أنت مرفوض سلفا لأنك تضع نظارات طبية

 فرد علي قائلا : 

 * أنا ذكي سمو مثلك راح اشيلهن بس أنزل عند الدويرة بتدمر*  

                             انتهت

 بقلم : مرشد سعيد الأحمد

ملاحظة هامة:

اعزائي الأصدقاء سوف اكتب لكم قصص في الجانب الاجتماعي واعتذر من الجرأة التي قد ترد في بعض منها وبحسب الموضوع المطروح في القصة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...