أَجنحةُ النَّجوى
--------------
لَو تَعودي ..
ياسِنينَ العُمرِ ..
نَسقي روضَةَ الأَحلامِ ..
مِن ماء القُلودِ .
لَو تَعودي..
لِلحواكيرِ وأَعراسِ البَيادِرْ ..
لِلمُروجِ الخُضرِ ..
يَزكو عِطرُها الدافي ..
وَيَعبقُ من جَديدِ .
لَو تَعودي للطُّفولةْ ..
لِلبَراءَةْ ..
لِلعُيونِ البِكرِ ..
لِلحُلمِ الوَليدِ .
سَوفَ تَصحُو في مَآقينا ..
رُؤانا ..
وَسَتُصغي لِصَدى النَّايِ ..
رُبانا ..
وُتُناجينا نُجومُ الليلِ نَشْوى ..
بِلُقانا ..
حَيثُ فَرَّتْ كُلُّ أَشباحِ دُجانا ..
وَخُيوطُ الفَجرِ كالعِقْدِ النَّضيدِ .
لَو تَعودي ..
فالسَّواقي ..
والعناقيدُ وأَسرابُ القطا ..
لَمْ تَعُد تَحفَلُ بالأَشعارِ ..
بالبَوحِ ..
بِأَسرارِ الوُجودِ .
كَم جَلسْنا ..
نُثلِجُ النَّبعَ حَكايا ..
حَيثُ كانَ البَدرُ يَرنو ..
مِن خِلالِ الأَيكِ ..
كالظَّبيِ الشَّريدِ .
كَم عَدَونا كَفَراشٍ ..
بَينَ أَكمامِ الزُّهور ..
وَسَبقتا أَعيُن الفَجرِ ..
إِلى وَجهِ الغَديرِ ..
وَعَبرنا قَسوَةَ الشَّوكِ ..
إِلى خِدرِ الوُرودِ .
حَلَّقتْ أَجنِحَةُ النَّجوى بِنا ..
وَتعرَّتْ كُلُّ أَسرارِ هَوانا .
رَسمَتْ أَقدامُنا الدَّربَ ..
عَلى وَقعِ خُطانا .
وَانحنى الصَّفصافُ ..
لَمَّا عانَقتهُ مُقلَتانا .
رَقصَ الرَّوضُ ..
عَلى أَنغامِنا ..
وَغفتْ أَغصانُهُ النَّشوى ..
عَلى أَحلامِنا ..
حينَ راحَتْ ..
تُشعِلُ الشَّوقَ _ بِصَمتٍ _
شَفتانا .
شِعر
أَكرم عبدالكريم ونُّوس
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق