الثلاثاء، 27 أكتوبر 2020

ابدأ مرتين /بقلم مصطفى سليمان

 🌹 ... أبدا مرتين 🌹


قبيل مطلع التاريخ .. سهوا .. 


هي حكاية غنتها الصبايا 

في الذكرى الأولى 

للاسترجاع الكبير 

لما تم الأمر 

و نقح التاريخ الجديد .. 

أزلا كان سجين الأعناق 

لزجاجات الحكايا 

فك فيه رقاب السبايا 

عاد الهواء حكمه الطبيعي 

بعد أن كان يوزع قطعا 

مع وقف التنفيذ .. 

و الأعياد أشكالها 

بنكهة غزل البنات و الزغاريد 

تملأ بيوت التوليد .. 

حكايات لم تكبر بعد 

عن طفل نبت مفاصل الأرض 

احتاروا تسميته

سموه طفل .. عرين الرعد .. 


و للأهازيج .. مطبات .. عنوة .. 


تقول الأغنية 

أن طفلا سقط مع البرَد 

طاولة النرد .. 

توطن .. الهامش .. مشارف الريف 

مطلوب حيا أو ميتا

و الكل مطالب البحث و التقصي 

من المشير إلى العريف .. 

تهمته مسؤولا غارات المناخ 

محرضا كل العواصف 

يُجمِّع السحاب غفلة الذئاب 

يكدس طواحين الرياح

مواعين الخزف .. 

يطوع الحديد 

و يكسر سعة الصمت 

يستنشق عبور الموت 

و يحيي الحياة في التاريخ 

ينتشله مصير الرميم 

تهابه الأحلاف

ينشد عيش الاختلاف

و ينبذ الخلاف

و البشارة أنه طفل

بعمر الحجارة .. 


أسئلة تسائل طفلا .. يسكنه .. 


كيف للورد أن يستحمل

شقاء الفصول 

و يواصل 

ليرتاح إلا في فصل .. 

كيف للنمل أو النحل 

أن يواصل و يتواصل 

لينعم الوحدة في الأصل

و لا يتشرذم فصيلا تلو الفصيل .. 

كيف للسنونو أن يهاجر

محنة المسافات

ليظل ظليلا عقر فصيل

لا يضيع و لا يخون السرب

في نهجه للوفاء مضرب المثل

و لا للونه تنكر 

بل فيه .. هو .. الأصيل .. 


من داخل رتيب الاختناق .. 

 

كيف لي أن أحافظ توازني

و فيه .. أنا .. لن أختل

ذاك الإنسان .. أنا ..

قابع في نفسي طريح الخجل

و كيف لي أن لا أخجل

عمرا بكامله أقارن

بين الحضارات .. بين الأديان .. 

و مضارب جميع النحل

و ما وجدت دافعا

يجعلنا نتفتت حبات الرمال

أعدادا تقصم ظهر التاريخ

من فصيل لفصيل و لا فاصل 

فكيف لا أكون .. أنا .. الخجيل .. 


نتواجد ... التفكير .. لأجل غير مسمى .. 


أنا ذاك الإنسان منذ الأزل

و ما ترفعنا يوما عنها مهازل

كأننا فطمنا على المحن 

لا نرتاح إلا صيد المستنقع

و لضيوفنا أبهى منتجع

صورا مفبركة لعيشنا الأسيل ..

كأننا جنان الخلد حلما نعيشه

لا أشواك دروبنا و لا فتن 

لا فقر ، لا جياع و لا تقتيل 

بالله علينا كيف نختلق الكذب

و صدقا نقسم كوننا نجسده

نحن فصيل نادر لا يشبهه فصيل .. 


رمادية الصورة ... عبثية الغاية .. 


نحن بيت أبوابه مشرعة و الأب نائم 

ولدنا من الغمام و الأم رياح العقيم 

الكبير إخوتنا حياته يلوك السحاب  

الصغير إخوتنا سائب .. 

على أنفسنا نحن الدمار الشامل 

كبسة زر طائشة و نحن خبر الغائب .. 

نحن قنبلة نهايتنا 

نحن بارودها و منا نحن الفتيل .. 


فجوة لون .. و نعود .. عبثية الغاية .. 


بكبسة (وحدة) من المحيط إلى البحر

نشتري حمام العالم و نصدر السلام

يوما انتفضنا من سباتنا

كانت مجرد شبه يقظة في حلم 

و العالم رمش العين استقام

لم يكن ينقصنا سدة أو سادة حكم

كانت عزيمة كبسة على زر الوحدة

و لكُنا انتهينا منه .. الحمل الثقيل .. 


سوداوية الصورة ..عدنا .. عبثية الغاية .. 


لم يتبقى لنا سوى أن نقامر

أن نفرغ أوطاننا ، نجمع شتات أوجاعنا 

و نشد الاتجاه شُعب الرحيل .. 

أو نبقى مطرحنا حيث مآلنا 

و نطلق سراح الحمام الزاجل .. 

لم نعد في حاجة لخطابات

لم يعد استطاعتنا إرسال الرسائل

استنفذنا جميع الوسائل

كل الفصول تبرأتنا

شاخ فينا فصل الربيع

و انتحار جماعي كل المشاتل ..

رضيعنا يفقه عنا

يعلم من قصم ظهر البعير

لا الشعرة و لا القشة

هي جدلية طواحين الهوى 

كلما جَهز شراب الشعير 

و ارتفعت أسهم البراميل ..


مصطفى سليمان / المغرب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...