........... إلى الأمس الجميل نحنّ شوقاً.......
نَحِنُ الأمس نحلم أن يؤوبا
فيسخو الدمع منهمراً سكوبا
إلى الأمس الجميل نحنّ شوقاً
وكدنا باشتياقٍ أن نذوبا
زماناً جاءت الدنيا إلينا
وصيرنا الصعاب بها ركوبا
مراكبنا إذا مرت ببحرٍ
فلا تحتاج إذنا كي تجوبا
وإن مرت مراكبهم علينا
عليها الأجر تدفعه وجوبا
إلى نقفور من هارون ردٌّ
به نذري لعلك أن تتوبا
بعثت رسالة وبعثت ردي
عسى ردي يجنبك الخطوبا
على ظهر الرسالة هاك مني
جواباً فيه أرجفتُ القلوبا
إذا أذناك لم تسمع لقولي
سأرسل بالعوالي كي تنوبا
فإن جاءتك في الديجور تعدو
فلا تمهلك أرجلها الوثوبا
وإن وطئت ربوعك في صباحٍ
فما الاسياف تمهلك الهروبا
أيا نقفور هذا كان أمساً
فلا تخشى الشروق ولا الغروبا
ويا نقفور لا تخشى زمانا
به تهنا وأكثرنا الذنوبا
أيا نقفور صرنا غثاء سيلٍ
ومهزومين إن خضنا الحروبا
خيول الفتح قد هرمت وشاخت
فلا تنهض ولا تقوى الوثوبا
وأسيافٍ لنا ثلمت وبادت
بجهلٍ ما تركنا لها نيوبا
ويا نقفور لا تخشى أناسًا
لما غلوا خزائنك الجيوبا
فهارون الشموخ أراه ولى
وهارون الخنوع بدا ذَنُوبا
وياليت اكتفينا من هوانٍ
وما أكثرنا بالأمس العيوبا
ولا شوهنا تاريخاً عظيماً
طمسنا النور أظهرنا الشحوبا
أزحنا كل أنوارٍ تجلت
وأبقينا بها رجساً مشوبا
جعلنا الأمس مزمارًا ورقصًا
وغانيةً وجاريةً كعوبا
وسهرات المجون بكل ليلٍ
مغنيةً وفاتنةً طروبا
كأنا مالنا أيام فخرٍ
ولا أعتقنا من قيدٍ شعوبا
حرام يكتب التاريخ غِراً
وينقله مدلسنا عيوبا
فيا أمساً به سدنا زماناً
له الرحمن نسأل أن يؤوبا
تعبنا من دياجينا وصرنا
نؤمل صبحنا الزاهي القلوبا
كلمات ابو جعفر الشلهوب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق