الجمعة، 4 ديسمبر 2020

راتبي بقلم/ ا. عبد الرحمن جانم

 راتبي .....


            راتبي الكريم :  لا أدري ما أقول !!   ومن أين أبدأ !!  غيابك محيّرني ومعذّبني أيضاً ...،اشتاقك كثيرا...


            لقد تعرّفتُ عليك منذ بضع سنوات فقط في صورةٍ غير صورتك الأصلية  ولكنّي وجدتك أوفى صديق وأكرم رفيق  وأروع عشيق...؛ فألفتك وتعوّدتُ عليك وأدمنتُ وجودك.... 


          كنتُ إن تأخرتَ عن موعد حضورك أوشك أن أجنّ عليك وأشتعل أشواقا إليك،  وإن حضرتَ صار يومي يوم عيد؛ أحتفل بك وأبنائي فتغمرنا السعادة  وترتسم البسمة على  وجوهنا ....، فلماذا غبتَ عنّا فجأةً؟!  أنا لا أتذكّر أنّي أغضبتك يوماً ما أو قمتُ بفعل ما يزعجك ويعكّر مزاجك، بل كنتُ معك كما كنتَ معي  محبّاً وفيّاً مخلصاً ومازلتُ....،ُ فيا ترى ما الذي جعلك تتغيّر عليّ فجأةً وتقطع الوصل بيننا؟!


       ليتني أعرف السبب الذي جعلك تغيب عنّي حتّى أعرف تقصيري معك فأعتذر لك وأصالحك بما يرضيك فأنا لا أقوى على تحمّل غيابك ...، أحبّك كثيرا جدا ...


               لا أطنّك تقسو عليّ بهذه الطريقة الموجعة _ وكلانا متحابّان وفيّان _ إلّا لأنّ هناك أمراً ما حدث معك وأجبرك على ذلك قد يكون فُرِضَتْ عليك الإقامة الجبرية في حسابات مسؤلي دولتنا الموقّرة...، ومن صرتَ لديهم أخذتهم العزّة بالإثم فرفضوا تزويجك إلّا من من هو من ذويهم قرابةً واتباعاً ....


         وقد تكون ممنوعاً من الصرف لعلّة الجمود أو للعلمية والأعجمية؛  فاستحوذ عليك العجم بحجّة أنّ لفظك من لغتهم وادّعوا ملكيتهم لك وقاموا بطمس هويّتك العربية كما طمسوا بقيّة الملامح فيها كاللغة والدين والتاريخ والحضارة والثقافة فقد أخذوك منّا كنزاً ثميناً من ثرواتنا الأثريّة والمعدنيّة والنفطيّة كما أخذوها وأعادوك بل جزءاً منك إلينا في ورقٍ ملوّنة لا قيمة لها إلّا في الوهم والخيال  لا في الواقع...،  فهل نحن قومُ افتراضيٌّ وهميٌّ حتّى نعامل بهذا الشكلّ ؟!  


        لا أعتب عليك غيابك طالما وأنت كالمواطن العربي في وطنه مسجونٌ مظلومٌ ولا حول له ولا قوّة ولا يستطيع أن يتحرّر أو أن يتخذ قرارا بعد أن سُلِبَتْ منه إرادته ...،بل أقدّر المعاناة التي تلاقيها ....

       

               ولا أستطيع أن أفعل من أجلك شيئاً فأنا كما تعلم مثلك تماماً مسجونا مقيّدا لا أستطيع الحركة إجباراً؛ ففي الحركة الموت .....، كان الله في عونك وفكّ أسرك وأهلك محتجزيك وجعل كيدهم في نحورهم وعجّل بعودتك إليّ سالماً كاملاً غانماً ... 


          ولا أنسى أن أقول لك أنّ أبنائي يبلغونك السلام ويقولون لك : إن اشتدّ جوعهم أكثر من ما هو حاصل عليهم الآن  سيأخذوك بالقوّة من أيادي محتجزيك حتّى وإن كلفهم ذلك حياتهم فسيأخذون روحك معهم فمصيرك من مصيرهم لن يتركوك وأنتَ حقٌّ من حقوقهم ....


       أمّا أنا _ وفقاً للحال التي أنا بها _  فأحبّك وأعشقك وأشتاقك جداً ...، وأشتكي بعدك وهجرك إلى الله الواحد القهّار ....

تحيّة تليق بك ...


أ . عبد الرحمن جانم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...