الخميس، 23 ديسمبر 2021

موقف محرج / عبد المجيد الجاسم

 موقف حرج:القصة حقيقيه

اعتاد محمود بعد أن غادر به العمر عتيا؟ أن يزورأصدقائه المرضى وأن يواسيهم ويخفف عنهم ويلاطفهم ،وأن يستحضر معهم قصص أيام زمان.

فقرر زيارة صديقه المريض(اسحق) الذي تربطه به علاقة وثيقة .

لبس محمود أجمل (كلابيه) ناصعة البياض وأفضل شماغ وعقال تليق بالمكان والشخص الذي يزوره ...........

محمود رجل وسيم مرتب ذو بشرة بيضاء وجهه مستدير شفتاه رقيقتان مقلتاه واسعتان وانفه المستقيم الأشم وتقاطيع وجهه توحي بالشخصية المتزنة الهادئة الرزينة......

غادر البيت بعد اخبر زوجته بأنه سيزور صديقه المريض اسحق .....حيث كان الجو ملتهبا، والحرارة تزهق النفوس إنها الساعة الخامسة بعد الظهر ......اتجه مسرعا عله يخفف من حرارة الجو ؟    وأثناء سيره في الطريق بحي الناصرة التقى بصديقه (الجزار )حاملا خروفا مسلوخا موضوعا أمامه في سلةدراجة هوائية اعدت لحمل مثل هذه الأغراض . توقف عند محمود وسأله إلى أين ذاهب فاخبره إلى حي الكلاسه حيث  زميله اسحق المريض فقال : اركب معي على الكرسي الخلفي فقال محمود: لا......لا....المكان قريب

وبين إلحاح صديقه الجزار وحرارة الجو والأرض والسماء . قرر أن يركب خلف صديقه الجزار وبعد مسافة شعر محمود بشيء يجذبه إلى الأسفل وما ان وصل إلى سكة القطار الفاصلة بين الناصرة والكلاسة حتى شعر انه يختنق وأثناء نزول الدراجه إلى المنحدر تجاه الكلاسة حتى صاح بصاحبه لقد اختنقت لقد اختنقت ....وما أن لفظ المرة الثالثه حتى سقط الاثنان في قارعة الطريق؟....لم يكن احد يشاهد المشهد؟

لقد لف جنزير الدراجه الهوائيه على كلابية محمود البيضاء الجميله عدة لفات وكادت تخنقه لولا أنها تمزقت اربا اربا....وقطع الجنزير وأضحت الكلابيه فوق ركبتيه وكأنه من عصر الرومان انصرف الجزار بعد تلوث الخروف الذي يحمله أمامه بالأتربة فقال محمود:للجزار اذهب فانا سأتدبر أمري.جلس محمود القرفصاء بجانب الرصيف، وسال نفسه ماذا افعل الكلابيه لاتستر جسده فقد تخزقت حتى مافوق الركبه بل وتلوثت بشيء من دماء الخروف فالناظر إليه يتوقع انه دخل في معركة والنتيجة كما نرى ....ايمشي والناس تنظر إليه وهو الرجل المرموق ....أو ماذا يقول لمن يشاهده بهذا الوضع ...بل ماذا يقول لزوجته شيرين عندما يعود...وهي التي اعتادت أن تجلس في مثل هذا الوقت في ظل البنايات هي وجاراتها يرتشفن القهوه...أفكار شتى تجول في خاطره أشبه بشريط سينمائي....بل كيف سيتدبر أمره وهو يجلس على الرصيف القرفصاء بوضعيه بحيث لايرى احد من اعضاءه التي باتت شبه مكشوفه...؟؟؟؟

توسل إلى الله في قرارة نفسه أن ينقذه من هذا الوضع المخجل وهو المعروف لدى الكثير من الناس.....؟ مرة أكثر من نصف  ساعة عله يرى صاحب سيارة أجرة أو أي سيارة من معارفه ولم يحالفه الحظ....وبينما هو شارد في حيرة من أمرة وإذ بسائق شاحنه يسلم عليه ما كاد يرد السلام حتى اوما له بالوقوف....وأسرع مهرولا فاتحا باب الشاحنة مغلقا باب الشاحنة وراءه حتى لا يراه احد .وقص لصاحبه سائق الشاحنه ما جرى له وطلب أن يوصله إلى باب بيته تماما ودعى الله أن لاتكون زوجته وجاراتها أمام بيته لكن ما أن وصل حتى شاهد جميع النساء أمام بيته كالعاده...ماذا يفعل ؟ماذا يشرح؟ وكلابيته النصف كم والملوثه بشيء من دماء الخروف  ؟؟؟ كيف سيهدأ الجو ....بل كيف سينزل .

وقفت الشاحنة أمام الباب تماما ثم جمع قواه وفتح باب الشاحنة وانطلق مهرولا إلى داخل المنزل؟ولف نفسه ببطانيه حيث أدرك أن الجميع شاهدوه وكثر العويل والصياح وهرعت النساء والأولاد والجيران إلى داخل المنزل وهو يهدئهم ويقص ما حصل واكثرهم لم يصدق ما حصل......

نقلت لي بهذا الشكل....مع تغيير في الأسماء

بقلم // عبد المجيد الجاسم // ابو حيدر//

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...