الخميس، 30 ديسمبر 2021

فَوَارِطَ اللؤلؤ .... والخروج من الظلمة.. !!! في رواية (أبناء السيدة حياة)...للروائي حسين رحيم (الجزء الرابع والأخير)

 فَوَارِطَ  اللؤلؤ .... والخروج من الظلمة.. !!!

 في رواية  (أبناء السيدة حياة)...للروائي حسين رحيم (الجزء الرابع والأخير)

=========================================

هذه الدراسة النقدية (الفكرية) نشرت في مجلة (علامات) للأستاذ بيات مرعي قبل سنوات ...واليوم نعيد نشرها تخليدا لوفاة الأخ والصديق والزميل القاص والأديب الموصلي حسين رحيم رحمه الله . الذي وافاه الأجل في صباح يوم \2021\12\26 \ . وفي هذا الجزء انتهت الدراسة  مع الهوامش ..ولكن يبقى كاتب الرواية حسين رحيم  في الفكر والقلب .

لقد حاول كاتبنا (حسين رحيم) في روايته هذه , ومن خلال مشاهده الفنية الروائية , أن يشد ويمتع القارئ المتذوق , من خلال تدفق أحداث تاريخية , وحوارات نصوص أبطاله , ففي عدة مشاهد كان يقيم إحياء التاريخ مكان الخيال , وبلون أكلاسيكي (حديث( حيث يضيف مشاهده الروائية جنبا مع جنب بالخيال والرمزية ثم الأسطورة ثم يظهر علينا بواقعية قد عاشها القارئ ( المتلقي) . في الرواية معاني وألفاظ معروفة ومعاني رمزية قد تكون بعيد عن بعض ..القراء . منتشرة بين صعاليك ومتشردين وأبطال في الذاكرة بمظاهر متعددة وبأوصاف كثيرة , رواية جمعت الإنسان ومصيره بين الخيبة والدمار ثم بين الرجاء والتمني المنفعل  , من أفكار ومعارف وثقافة ومشاهدة حياتية ,الذي ساقه من خلال النص مما سيجعل القارئ المتلقي أن يتابع قراءة هذه الرواية . كما تابع من قبل …رواية الساعة الخامسة للكاتب الروماني (كونستانتان جيورجيو ) وهى من أعظم الأعمال الأدبية التي تناولت بالتحليل المستفيض والتصوير الدقيق مأساة الضياع المتمثل في انهيار (الحضارة الغربية) وسحق إنسانية الإنسان ، يقول كونستانتان فيها: …" إنني أشعر أن حدثاً خطيراً قد وقع حولنا ،إنني أجهل أين انفجر ومتى بدأ وكم يدوم ؟ لكنني أشعر بوجوده ، لقد أخذنا في الدوامة ولسوف تمزق هذه الدوامة جلودنا وتحطم عظامنا الواحد تلو الأخر ، إنني أشعر بهذا الحدث الهائل شعوراً لا يضاهيه إلا إحساس الجرذان المسبق الذي يدعوهم إلى هجر مركب على وشك الغراق ، لن يكون لنا أي مأوى في أي مكان في العالم ...... ) حيث يصور جورجيو سبب المأساة بأن التقدم الآلي المجرد من القيم وتفوق الآلة الطاغي على الإنسان وذبول إنسانيته أمامها - كل هذا سيفضى بالمجتمع البشرى إلى نهاية مرعبة ، إذ يظهر سلالات من نوع خاص لا هي بشرية ولا هي آلية ، أسماها المؤلف " الرقيق التكني " وبحكم كثرة الرقيق التكنى فإنه سوف يثور للسيطرة على العالم وسينتصر فعلاً ويعود البشر الحقيقيون أقلية ضئيلة على الأرض ـ ... حاول كاتبنا المبدع حسين أن يختفي بذكاء وراء عمله , وفسح المجال للشخوص كي تتحرك في علاقات محدد , ودع الأفعال أن تترابط وتتحرك على مستوى معين هو يريده , ثم يدع الحركة مرة أخرى أن تنمو والزمن يتحرك من الماضي إلى الحاضر أو العكس , , ومن الحاضر والماضي إلى المستقبل ثم يعزز المغزى البعيد الذي ينسج من حوله الأحداث وتطور الزمن وحوار الشخوص مع بعضهم بعضاً .. أراد كاتبنا أن يوصلنا بعد أن قدم لنا مجموعة من هذه الآلي الأصلية والمزيفة والمصطنعة . أن السنن الكونية (السننية) كمفهوم إيماني (قرآني) تقول إن حياة الأمم و سعادتها في الدارين ترتبط بمستوى تقيد هذه الشعوب بقوانين الحياة الأكثر عمقاً و أصالة و أهمية في حياة بني البشر المرتبطة بمفاهيم الاستخلاف و التسخير و العبودية، فلب الحقيقة في رواية ( أبناء السيدة حياة) هي هذه الآلي الذي أراد أن يوصلها لنا كاتبنا , ومنها قوله : إن من زرع الماضي في ذاكراتنا كان عبقرياً في فهم الحاضر. ويخطئ من يظن أفضل الكتابات هي عن الماضي .. لكن الطامة الكبرى حين نتحدث عن المستقبل , بلغة وردية ... ناسين أو متناسين أن أمراض الإنسان ما زالت بلا علاج ..... وما زلنا نعيش الحروب والمجاعات والطغيان... فقط اختلافها عن الماضي أنها انتقلت من مكان إلى آخر ... ثم يقول في سرد أخرى من الرواية : عندما تمتد يد الله إلى الأرض لتمسح التاريخ كله منها فيعقف الزمن من سيره ويدور عائداً إلى نفسه لتشبه الأيام والأسابيع والأشهر بعضها بعضاً , وتكون القوانين والنظم تسير وفق قانون كوني واحد , بأمر الخالق العظيم الأوحد .. ويختم كاتبنا حسين رحيم روايته التي لن تنتهي بعد .. تلك الرواية الواقفة أمام كل أبواب المدن القديمة والعتيقة والحديثة , وأمام كل المستحدثات .. لتقول لنا ( لكي تعيش أرواحنا طعم الفردوس الإلهي الحقيقي , يجب أن نعبر إلى العالم الآخر . وقد نظفنا ورفعنا فعل الخير والعمل الصالح ..... وإلا ... فالفردوس الأرضية . هي ....... جحيم الخلود . ) نعم العمل الصالح ... يرفعه وهو ركن من أركان الإيمان .. { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (9) المائدة } { الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ (29) الرعد} فالعمل الصالح يؤدي إلى تحقيق سعادة الإنسان في الحياة الدنيا , ويحقق مصالحة المعايشة , دون خلل أو نقص .... و (يبقى الدليل على علم الله الواسع الذي أحاط بحركة التاريخ ماضياً و حاضراً و مستقبلاً .... ثم تأكيد البرهان على الحق الواحد الذي جاء به الأنبياء السابقون جميعاً و سعوا إلى أن يقودوا أممهم إلى مصدره الواحد الذي لا إله إلا هو .... و الوقوف على السنن و النواميس الثابتة و القائمة على أن الجزاء من جنس العمل، و ضرورة تحرك الجماعة (المدركة الملتزمة) متجاوزة مواقع الخطأ التي قادت الجماعات البشرية السابقة إلى الدمار .... من أجل بناء عالم لا تدمره تجارب الخطأ و الصواب ... وتبقى رواية ( أبناء السيدة حياة ) للروائي  حسين رحيم فيها كثير من الرؤى والتحليل .. واقفة أمام أبواب مدينته العتيقة تنتظر من يوزر أحلامها , ويحقق أمنياتها , ويراقب قسمات وجوه من يتصفحها , لينقض عليه ويسأله , عن (أبناء السيدة حياة......)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

التعليقات والهوامش 

(1) ـ في التاج ,مادة ( فرط ) : " الفارِطُ: جَمْعُهُ: فُرَّاطٌ، ... وقد يُجمعُ الفارِطُ على فَوَارِطَ، وهو نادِرٌ، كفارِسٍ وفَوَارِسٍ، كمافي العباب" . وياتي >> فَرَطُ الولدِ صغارهم ما لم يدركوا وقيل الفرط - كبارهم وصغارهم وجمعه أفراط وقيل الفرط واحدٌ وجمعٌ ، ابن السكيت ، فَرَطَ فلانٌ بَنِينَ ـ والحرص فرط الشهوة وفرط الإرادة وقال أبو البقاء شدة الانكماش على الشيء والجد في طلبه وعبر عنه بعضهم بقوله طلب الشيء باجتهاد في إصابته ... وقيل: الأفراط تباشير الصبحِ . يعني: من أوائل الصبح. والخ .. والكل يخدم المعنى

(2)  ـ وكلمة (مرمر) يُعتَبر الرخام وهو ذالك الذي يخرط منه الألواح والعمد وتبلط به الدور وهو من الين الحجاره واقلها خشونه وكل حجر أملس لين مرمر ومنه قيل للجارية الناعمة (مرموره ومرماره ) وقد ذكرها كاتبنا في الهامش عن كلمة مرمر ( نوع من المرمر لا يعيش إلا في جسدك) والمَرْمَر أيضاً: نعمة الجسم وتَرَجْرُجُه. قال ذو الرُّمَّة: تَرى خَلْقَها نصفاً قناةً قَويمةً ... ونصفاً نقاً يَرْتَجّ أو يَتَمَرمَر وهناك قصيدة لأبي القاسم محمد بن هانئ الأندلسي، ذكر فيها المرمر قوله : قد جاوروا أجَمَ الضَّوارِي حولهم ... فإذا هُم زأروا بها لم تزأر ومشَوْا على قطع النفوس كأنما ... تمشي سنابك خيلهم في مَرْمر وقد استخدم كلمة (مرمر) أكثر الأدباء والشعراء في كتاباتهم , وكل حسب تخيلاته

(3)   يُلمح إلى الكوارث التي حدثت في هذا البحر إن كانت طبيعية أو بسبب الحروب , حيث يذكر التاريخ : أن أسطول أنطونيوس وكليوبطرة أبحر عام 32 من هذا القرن إلى البحر الأيوني. ليواجه (أكتافيان) القائد الروماني الذي انتصر فيها على أسطول أنطونيوس وكليوبطرة ـ حيث أهلك الدخان بعض البحارة قبل أن تصلهم النيران، ومنهم من نضج لحمهم في دروعهم التي احمرت من شدة اللهب، ومنهم من شوتهم النار شياً في سفنهم كما تشوي اللحوم في الأفران. وألقى الكثيرون منهم أنفسهم في البحر، ومن هؤلاء من إلتهمتهم الحيتان، ومنهم من قتلوا رمياً بالسهام، ومنهم من قضوا نحبهم غرقاً. ولم يمت من هذا الجيش كله ميتة يستطيعون تحملها إلا من قتل بعضهم بعضاً. ثم ينتقل بنا إلى تاريخ أخر من نفس القرن .. 

(4) والحيثيون كما ذكرها المؤرخون : هو شعب هندي أوربي قديم برز في آسيا الصغرى مع بداية الألف الثاني قبل الميلاد، وتُعَدُّ هجرتهم أقدم الهجرات الهندية الأوربية المعروفة. والحيثيون إحدى القوى التي هيمنت على الشرق الأدنى القديم. في المنطقة الواقعة وراء البحر الأسود، واتخذوا من حاتوشاش عاصمة لإمبراطوريتهم في مقاطعة (حاتي) التي جاءت منها تسميتهم «الحيتيين» ولكن لفظة «حيثيين» بالثاء هي التي شاعت، والمسينية كانت أهم حضارة في بلاد الإغريق قامت في الجنوب في مسِّيني، وتعرف بالحضارة المسينية،. وكانت الفترة بين القرن السادس عشر قبل الميلاد إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد أزهى فتراتهم الحضارية؛ وبحلول 1200 ق.م. انهارت الحضارة المسينية، ودُمِّرت مراكزها الرئيسية. ولا يعرف العلماء ما إذا كان سبب سقوط تلك الحضارة هو اضطرابات داخلية، أم اجتياح خارجي. ووفقًا لرواية متوازنة، فإن المسينيين تعرَّضوا لهجوم من الدوريين ـ وهم شعب قَدِم من شمال غربي اليونان ـ إلا أن خبراء عديدين يعتقدون الآن بأن الدوريين لم يصِلوا إلا بعد سقوط الثقافة المسينية. 

(5)  وهي شكل من أشكال الكتابة التي تستخدم فيها الرموز التصويرية لتمثل أفكاراً وأصواتاً معينة. وتدل الهيروغليفية في الأعم الأغلب على الكتابة المستخدمة في مصر القديمة

(6)   تلك الجزيرة البركانية التي تقع في مضيق سوندا في منتصف المسافة تقريباً بين سومطرة وجاوه. الذي ثار فيها بركانها ، مما تسبب في حدوث واحدة من أسوأ الكوارث في العالم. فقد تناثر معظم الجزيرة إلى أجزاء، وضربت موجة مدية عاتية شواطئ الجزر القريبة، مما أدى إلى مقتل الكثير من البشر . وظل الرماد البركاني عالقًا في سماء المنطقة وحولها لمدة 

المراجع .... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) بحث إشكاليّة المنهج في الخطاب النقدي عالم الفكر ، الكويت المجلد الثالث والعشرون ، العددان الأول والثاني يوليو – ديسمبر 1994 م

 (2) العقل المستعار .. بحث في إشكالية المنهج .. في النقد الأدبي العربي ... المنهج النفسي أنموذجاً ـ د ـ صالح سعيد الزهراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...