الخميس، 2 ديسمبر 2021

بالحب نرقى / احمد علي صدقي

 بالحب نرقى

الانسان مخلوق اجتماعي كما قالوا. مخلوق لن يستطيع العيش لوحده. مخلوق عيشه وسلامته مرتبطان بالاندماج مع من هم مثله. مخلوق جبل على حب الحياة. ولن تسير هذه الحياة بما يريده منها إلا إذا اتخذ الحب كمبدئ يتعامل به مع الآخر و اتخذه  كوقود لمحرك هذه الحياة لتستمر في سيرها الذي رسمه الله لها نحو السلام و المحبة والوئام..

 و الرابط المتين والعروة الوثقى التي بهم يمكن أن نقوي لحمة الحب في المجتمع هي المرأة. فهي برهافة قلبها و بجنسها اللطيف وحدها من يستطيع أن يرضعنا هذا العامل الفعال وهذا المكون الناجع الذي نحتاجه جميعا وفي كل وقت وحين و الذي هو الحب. ولن يتأتى لنا هذا ولن نعثر عليه إلا في تقدير المراة وحبها ورد الاعتبار لها. لن يستطيع الرجل القوي الذي مهمته في الحياة حماية المرأة وتوفير العيش الكريم لها أن يتحلى بالحب إذا هو احتقرها و همشها. المرأة مصدر للنشء ولحام له و منبع للعطف، فوجب منحها الدرجة الاجتماعية العالية التي تستحقها وحينها، ونحن متيقنون أننا فعلا رضعنا الحب منها كأم وكزوجة، يمكننا حينها أن نطلق اسم علينا انسان، والا فما الفرق بين رجل في هذا العصر الذي هو عصر التواصل، عصر التعلم والثقافة والحضارة، عصر اكتشف فيه الانسان نفسه، و اطلع على كثير من خبايا هذه الحياة، وهو لا زال يرى في المرأة مخلوقا حقيرا يستغله لجلب الاموال في الحفلات و الاشهارات. كيف لانسان يقول أنه متحضر أن تجده يعنف زوجته ويقتل أمه. ما الفرق بينه وبين رجل شرس من العصور البدائية الذي كانت كل أدوات تواصله هي الهراوات و القمع و التحقير؟ ما الفرق بين انسان يكره الناس و يستغلهم و يلتهم حقوقهم، وبين حيوان شرس يلتهم حيوانات أخرى أضعف منه؟ 

إنسان اليوم بما يدعيه من تقدم ومن اكتساب عوامل تواصل و اقناع و احترام يجب أن لا نرى منه إلا فعل الخير فقط. وأن نحس عندما نجالسه، أن بداخله نور يشع بخارجه. نور نعرف من اشعاعه أنه يقود الى السلام والحرية وزرع بذور التآخي و التآزر.. نشعر، ونحن نحدثه أنه، أولا يحب نفسه، وليس هذا نرجيسية أو أنانية، لأن من يكره نفسه كيف يمكنه أن يحبنا ويحب كل من حوله. 

أعتقد أنه إذا أردنا أن نخرج من حمية الجاهلية ونطرد الانقسامات والفساد، و نبتعد عن تبرجها و استغلال النساء، و جب ترك احكامها الفاسدة ونعود لشريعة الله، و نخرج خروجا و بالا رجعة، من دائرة الجهل التي افسد قلوبنا وإيماننا، فلا بد أن نتحلى بالصفات الحميدة التي خلقنا الله بها ولها  وهي: الحب، ثم الحب، ثم الحب، ولا شيىء غيره. حب الله أولا ثم حب أنفسنا و حب الجميع.. والله المستعان...

أحمد علي صدقي/ المغرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...