الخميس، 20 يناير 2022

قراءة في نص الشاعر العراقي محمود الجميلي / دنيا زاد

 قراءة في نص الشاعر العراقي 

محمود الجميلي 

النص بعنوان ....لحون الصبر 


____ لحون الصبر ____

.

صَبَرتَ وكَم جارَت عليكَ الحَوادِثُ

بِـنــارِ اشـتيـاقٍ رافـَقـتـها النَـوافِـثُ 

"

وقَد صُنتَ عِشقـاً زانَهُ الـوِدُّ والوَفا

كـأَنَّ هَــواهـا بَـيـنَ عَـيـنـيـكَ لابـثُ

"

وكُـنتَ لَها خِـلاً وَدِرعـاً يَصـونُـهـا

تلاقي سيوفَ البَغيِّ لو جاءَ عابِـثُ

"

وَكَم حـاوَلَ الحُـسّادُ فـيكُـم قَطيـعَـةً

وَكُلٌّ بِطـبعِ الـغَدرِ كالضَبـعِ لاهِــثُ

"

تَبارَيتَ طولَ الوقتِ من أَجلِ حُبِّـها

فَغابَت لدى الأَشرارِ عنكَ البَواعِثُ

"

وَحَــوّاءُ كـالأَوطـانِ إن لَم تُراعِـهـا

سَـتَـزدادُ في تِلـكَ الثُـغورُ الكوارِثُ

"

وَلَن يَرتَـوي بالعِـشقِ إلّا مُـحَـصَّـنٌ

وَاَخـلاقُــهُ في كُــلِّ حـيــنٍ دَمـائـثُ

"

أَيا قَـلـبَ إنَّ الـعَــهـدَ لِـلـنــاسِ دُرَّةٌ

وما فازَ فيها في مَدى الدَهرِ ناكِـثُ

"

فَكُن مُخلِصاً بالحُبِّ واحلِف بِحِفظِهِ

وَمن بَعدِ ذا الميـثاقِ ماطابَ حانِـثُ

"

أَرى الـبُـعــدَ ثـاوٍ مَـلَّ مِـنـهُ ثَـواؤهُ 

كَما قالَـها مِن سـالِفِ الدهـرِ حارِثُ

"

فَعِـش قُربَها فالـعِـشقُ كالؤلؤِ الّـذي

إليهِ بِعُـمـقِ البَحـرِ غاصَ البَواحِـثُ

"

دَعِ السِـرَّ بالكِتمـانِ يَحـمـيكُمـا لِكَي 

ترى الحُبَّ بـينَ اثـنَيـنِ مافيهِ ثالِـثُ

"

كَـقَـصرٍ بـديـع الرَسـمِ يُبنـى لِمَـرَّةٍ 

وَلـيـسَ إذا ما غِـبتَ يَحـويـهِ وارِثُ

"

فَموجُ الهَوى يَنسابُ مادُمتَ عائِماً

وَلو غِبتَ تَحتَ الماءِ غابَ الغَوايثُ

الشاعر العراقي محمود الجميلي .


قبل البدء اريد ان انوه ان الشاعر 

محمود الجميلي  من شعراء العمود في العراق وكل الوطن العربي   تميل   جل اشعاره للون من الالوان الادبية التي تغنى بها الشعراء في كل العصور... واكثر العصور حبا لهذا اللون هو العصر الجاهلي  وقد ترك في اعماق كل دارس لهذا العصر او الحقبة الزمنية معنا حقيقيا وساميا إن صح التعبير لمفهوم الحب والمشاعر المتاججة في اعماق النفس البشرية وقد عرفوا  شعراء هذا العصر بالغزل العفيف او العذري كما يسمونه ...

ولشاعرنا محمود الجميلي  هذا النص الذي بين ايدينا  وبصراحة اول ما لفت انتباهي العنوان   

وهو لحون الصبر  

...

تنبع قيمة النص الشعري من خلال اثره في تحريك مشاعرنا 

فننساق وراء النص بكل جوارحنا 

للنص نغم  موسيقي   اعتمده شاعرنا من اجل تحريك المشاعر 

والوصول بها إلى قمة النشوة والطرب وقد اعتمد قافية من اصعب القوافي في الشعر العمودي وهو حرف الثاء

 لذلك تاججت عواطفي كقارئة ومتلقية ...تاججت بالعاطفة والخيال ..

وهذا ما ذهب إليه الشاعر  لانه يدرك تماما  ان الشاعرية لا تكتمل  إلا إذا  لمستها اصابع الموسيقى ..ونبض في عروقها الوزن 

وايضا صدق العاطفة

فكلما جاءت عاطفة الشاعرة صادقة جياشة كلما ادخلها إلى 

قلوبنا وحرك مشاعرنا 

فقلت دوما ما يخرج من القلب يستقر في القلب ..

الشاعر  متمرس متفنن في صياغة الحروف وهذا ما نتج عنه كلاما موسيقيا تنفعل له النفوس وتتاثر القلوب  كقوله 

وكنت لها خلا ودرعا يصونها 

فالانثى دوما تبحث عن جدار منيع يحميها من كل التيارات ويكون لها الحصن الذي يقيها من الرياح والاعاصير وهو ينصب نفسه حامي الديار والمدافع عن الشرف . وعن الحبيبة . فهو الجدار المنيع الذي يقي حبيبته من برد الحساد وشتاء البغضاء وعيون من يريد بها السوء ..


للشاعر محطات جميلة واجمل محطة استوقفتني قوله 

دع السر بالكتمان  يحميكما

لكي ترى الحب بين اثنين مافيه ثالث 

في الحقيقة إن التجارب تعلم الحكمة وربما شاعرنا استخلص تجاربه من الحياة  

وهو كتمان السر  وحفظ المشاعر وعدم البوح بها حفاظا على استمرارها 

وللشاعر 

 كلماته الصارخة لوعة وحنينا 

فقد صور معاناة العاشق وجسدها ..اروع تجسيد

القصيدة قوية جدا حروفها معاناة عاشق تغلي في داخله ثورة عنيفة من العشق والهيام

واروع قوله  

فكن مخلصا بالحب واحلف بحفظه 

ومن بعد ذا الميثاق ما طاب حانث


يا لروعة الحب ... وقمة الوفاء والاخلاص ..انه الحب الذي يسمو بنا ليعانق السماء ويحجب لون الشمس ليضىء هو ..لانه النور الذي يضىء الاعماق .

إنه الحب كما عبر عنه شاعرنا يفترش الارض وردا وتكتسي بفضله اروع حلة ..وفاء واخلاص وتفاني وحتى العذاب ولكنه عذاب جميل فما اجمل عذابات الحب .

وما اروع صبرك شاعرنا ..

اجدت وابدعت وحلقت بنا في سماوات الهوى فادمنا حروفك وانحنينا لقوافيك 

بوركت شاعر العرب

دنيا زاد بوراس روسيكادا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...