السبت، 20 يونيو 2020

نحت ‏في ‏الدخان ‏/بقلم ‏محمد ‏الشرعبي ‏

عن الخصائص الأسلوبية في ديوان (نحت في الدخان) للشاعر يحيى الحمادي
مقدمة:
لا يشك دارس للأدب اليمني الحديث في مكانة الشاعر يحيى الحمادي الأدبية، فهو يعد في طليعة شعراء اليمن ومبرزيها، فتجربته الشعرية تخطت مرحلة المحاكاة والتقليد إلى مرحلة أخرى تتسم بالإبداع والتجديد في الشكل والدلالة اللغوية؛ للصوت، والصورة، والمعجم، وتقنيات التركيب، في أثناء بنائه للجملة والقصيدة في آن واحد معا، وهذا بدوره أكسب القصيدة الحمادية خصائص أسلوبية آسرة تكاد تقتصر عليه دون سائر الشعراء في عصور الشعر العربية وأمصارها.
ولعل القارئ الحصيف تستوقفه تلك الهندسة العجيبة في القصيدة الحمادية ليسأل نفسه عن البنى الأسلوبية الماتعة التي تميز ها عن غيرها وتثير فيه مكامن الإبداع والدهشة.
فماذا عن آليات شاعرنا البنائية؟
وما هي وسائله في تحفيز المتلقي واستثارته؟
وما مظاهر تلك السمات ومضانها في ديوانه (نحت في الدخان)؟
قبل مقاربة الإجابات عن تلك الأسئلة وغيرها أود في البداية أن أشير إلى بعض المفاهيم الأسلوبية، والمنطلقات النقدية التي سأتناول بموجبها تلك النصوص المتناثرة بين دفتي الديوان.
فهذه السطور كتبتها مندفعا إثر فراغي من قراءة ديوانه بعد أن تكرم شاعرنا بإهدائي منه نسخة الكترونية، ولا أدعي هنا بأني قد أزحت النقاب عن كل الخصائص الفنية والأسلوبية المكتنزة في تلك القصائد النابضة بالحياة، فكل ما سأقوم به في هذه السطور يمكن عدها محاولة جريئة من قارئ مندفع أحب خوض معركة الكلمة على أمل أن لا تخونه متطلبات العمل النقدي ومقتضياته، فالقصائد الغراء لا تميط لثامها لكل خاطب حاول استكناهها، ولا تبرز مفاتنها لكل متطفل طارئ لم يسبق له أن امتهن النقد أو مارسه دراسة وتدريسا.
أما بخصوص فلسفتي النقدية التي سأعتمدها في أثناء تحرشي بتلك القصائد فستمثل نظرية التلقي نقطة الارتكاز التي سأنطلق منها إلى المستويات اللغوية المختلفة، لأن النقد من وجهة نظري تلقي أولا وأخيرا، ولا يستطيع ناقد - أيا كان - أن يثبت العلمية الصارمة في المناهج النقدية المختلفة، والقول بإعطائها نتائج متطابقة عند استخدامها من ناقدين مختلفين، فالنتائج بلا شك تختلف باختلاف ثقافة النقاد وسعة اطلاعهم، وهذا لا يعني بأني سأهمل المفاهيم الأسلوبية المتداولة في أوساط النقاد بقدر ما أود التحرر من القيود الشكلية التي لا أومن بها في قرارة نفسي المختلفة عن الآخر...يتبع
م.ش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...