الخميس، 25 يونيو 2020

غناء ‏في ‏الاوقات ‏المظلمة ‏/بقلم ‏خالد ‏صابر

غناء  في الأوقات المظلمة

هل سيكون هناك غناء في الأوقات المظلمة؟

هذا ما سأل أحدهم الشاعر و الكاتب المسرحي  الألماني  بيرتولت بريخت سنة ١٩٣٩ ,  اٌَي في نفس السنة التي  وصل فيها الحزب النازي الدموي الى قمة السلطة في ألمانيا و أصبح أدولف هتلر  هو الفوهرر، القائد لعصر و مجد الرايخ الثالث الخالد. في هذه السنة بدأت غيوم الحرب العالمية الثانية تتلبد في سماء أوروبا ، و من بعد العالم.

صاحبنا ، الشاعر بريخت هذا ، كان قد خبر أهوال الحرب عن كثب و عاش مآسيها عن قرب ، و هو يسعف و يداوي الجرحى و المصابين في مشافي الجيش الألماني إبان الحرب العالمية الأولى.

امتلأت ذاكرة  بريخت عن الآخِر  بِصُوَرِ الجثت المتراكمة  كأكوام  غُمَرِ القمح  الناعسة  في البيادر و هي تنتظر صفائح قوائم  دواب الدرس كي تعزل الَحَبٌَ عن التبن،  عظام هنا و أرواح هناك…فاضت ذاكرته  بِأنين أنصاف  الأجساد البشرية  ،المهشمة، المحترقة…أنين  لا ينقطع  و خصوصا اثناء الليل ، و كأنه مناجاة للموت و صلاة استسقاءها،  تعجيلا لخلاص  الجسد من  الألم الهائل الذي لا يمكن أن يُطاق ، و من القَدَر الذي  كان حلما و استحال  جحيما  و هو  يَعِدُ  بالجنة و يرنو إليها. 

بعد الحرب  العالمية الأولى، فَكَّكَ الحلفاء المنتصرون الجيش الألماني المهزوم.  و بدوره قام بريخت بتفكيك  فكرة الحرب  و الافتكاك عنها كَحَلٍّ  لأي شيء ، و  وهب نفسه للسلام و الإنسانية فكرا و قلما، فحكى شعرا و روى مسرحا.  لكن مجندا  نمساويًا بسيطا ،عاشقا للفن ، كان معه في  نفس جبهة القتال و الألم و الإنهزام ، كان له رأي و قَدَرُُ آخر.  لقد عرفتموه، إنه الفوهرر، الذي  اطلق العنان  لآلة الحرب الألمانية  ، فور  تربعه على قمة السلطة في الرايخ الثالث الخالد بعد عقدين على نهاية الحرب العالمية الأولى ، انتقامًا لشرف الجيش الألماني  الذي أُجْبِرَ على الاستسلام من طرف القيادة السياسية الألمانية وقتها؛  أُجْبِرَ على الاستسلام وهو الذي كان منتصرا و مكتسحًا.  فعلا ، سابقة بدون نظير في تاريخ الحروب و البشرية لا يمكن فهمها  إلا عبر منظار وعد بلفور  في ٢ نوفمبر ١٩١٧.    

أطلق الفوهرر  لآلة الحرب الألمانية العنان  لإبداع و إشاعة
ألوان و منحنيات جديدة من  بشاعة الإنسان ضد أخيه الإنسان.  قتلى بالملايين، جرحى و معطوبون و محطمون بعشرات الملايين،  مجازر، أفران غاز ، إعدامات فردية و إبادات جماعية، خراب  و موت و دمار بالجملة و التعميم …الأرض زارها  الجحيم.

ما بين هذين الحربين  و البشاعتين سألوا بريخت عن الغناء في الأوقات المظلمة، تحت القصف  المتواصل أسابيع و شهور، و  سنين من التفجير و التهجير، و الجوع والقهر  و...فقدان الأمل.

نحن الآن، في هذا الجزء من الوطن العربي الكبير  الجميل و  هذا الركن من الكوكب الأرضي الأجمل ، نواجه نفس السؤال و التساؤل . صحيح أننا  لسنا في حرب  مع بَعضنا  البعض و أننا لسنا تحت اي  إحتلال عسكري  خارجي و قصف حربي او عنف مادي.  فنحن آمنون في  منازلنا، أو ما دمنا  في منازلنا على الأقل في الوقت الحالي  . لكننا  بالتأكيد نواجه ، في ظل هذه  الجائحة و غيمة هذا الوباء ، خطرا وجوديا  كعنصر من عناصر الطبيعة و نوع  من أنواع  تجلياتها.  إحتمال إنقراض الإنسان  ككل من الوجود نهائيا ، كان داءما واردا، لكنه أصبح أكثر احتمالًا  الآن و أكثر  تداولا  و نقاشا.

سماء الانسان ، مرة اخرى و بدون  سابق  إنذار، تتلبد بغيوم الخوف و فقدان الأمل…ضياع  عالمنا الصغير، عالم كل منا كما كان يراه و يحياه  كل واحد منا  بتفاصيله الشخصية اليومية و التي  يشترك و يتقاطع فيها  مع  باقي المجموعة البشرية في القليل  منها و الكثير…و ضياع عالمنا كله كما نعرفه  بأيامه و أسابيعه  و دهوره و زهوره و استيلاده  للآتي كل لحظة و استشرافه  للغد في عز  الماضي  قبل أن يمضي…و فقدان الأمل في بقاء أي منا و بقاء  كل منا و لو  كذكرى من  خلال  و لو ناج  واحد من هذه البلايين السبعة.

في ظل هذه الغيوم  السوداء و  اللحظات العصيبة  يتشاؤم البعض منا و يتساؤل  بإحباط  مثل صديق  شاعرنا بريخت ، ليس فقط ، هل سيكون  هناك  غناء  في الأوقات المظلمة  بل ما هي الجدوى  أصلا من الغناء  في عز الوباء.  ما هي القيمة المُضافة للفن و الترفيه  في المجتمع ، من مسرح و شعر و كرة قدم مثلًا لا  حصرًا.   

أصوات ترتفع  و  تنادي :
لا نحتاج  الغناء و نحن  في جائحة و وباء...ما نحتاجه الآن و غدا، فضلا عن الطعام،  هو  الدواء  و الدعاء.

صحيح أن  مجمل إهتمام  عموم البشرية  في  هذه  الظرفية الراهنة هو  تأمين  الشرط المادي  لبقاء  العنصر البشري، اي  الطعام  و الدواء…لكن  منذ  متى كان  هذا  هو  أقصى  ما يطمح له  الإنسان و أسمى ما يرنو  اليه  عقله و خياله…الانسان يأكل ليعيش، و لكن  هل الانسان يعيش ليأكل؟

حتى 
إنسان  الكهوف، منذ عشرين  ألف سنة  أو  يزيد، و الذي لم يكن يعرف  بعد ولو  حرفا من أية  لغة  ، و لا  أدرك بعد  فن  الإيماء  أو أتقن سحر الإيحاء ، و الذي كان كل وجوده منحصرا في  كهف يؤويه  مع  مجموعته  و صيد حيوان  بري  برمح بدائي ،  طمح  إلى أكثر  من إشباع  الجوع  و اتقاء  البرد و منازلة  الوحوش و  مبارزة الكواسر.  

هذا المخلوق الماقبل-تاريخي ، رغم  الكهف و رغم  لا-إدراكه لِكُنْهِ  وجوده و رغم قساوة  و بدائية  هذا الوجود…تسامى ذات  لحظة  و ذات  كهف عن  كل هذا...و إختص ركنا  من الكهف أمسك حجرا، خطَّ رسما،  و ترك لنا أثرا …
خطٌَ رسوما للغزلان و الثيران...و كذلك للفَرَسْ ، أَنْبَلِ حيوان. 

ليس مهما ما رسمه  هذا المخلوق البدائي.  لكن  المهم أنه تسامى عن مادية و بدائية  وجوده،  و إرتكب فعلا يبدو  بدون هدف  أو مغزى ، لكنه  الهدف و المغزى كله.  لقد عَبَّر عما يحس به ، و آنس  وحدته  الغريبة الموحشة  و غربته الوجودية  عبر إعادة إنتاج  بعض من  الطبيعة  المحيطة  به من غابات و أشجار، و حيوان  و وديان، و نجوم  و أقمار ، على جدران  الكهوف…كل  هذا  و عيون  بعض  من مجموعته تتابع بذهول، و شيء  من الحقد  و الرفض الغريزييَّن ، غرائبية و لاجدوى  ما  إرتكبه هذا —الإنسان الأول ...

في تلك اللحظة
 و في ذلك الكهف  بدأت رحلة  أنسنة الوجود...و التي ما هي إلا محاولة  لا تنتهي  لإعطاء  معنى لِ...لا-معنى الوجود...

إن المادة هي طبيعة  الإنسان ، و لكن الروح هي قَدَرُهُ...و نحن كما قال أوسكار  وايلد "قد نكون كلنا  في الحضيض، لكن  البعض  منا  يحدِّقون إلى النجوم"

الحياة إن هي إلا  لحظة، و الإنسان وجد ليحس  بهذه  اللحظة  و لو للحظة …و يُعَبِّرَ  عنها  ولو  لِمَرَّةْ  قبل ان  يغادر هذه الحياة  فجأة  كما كان قد جاءها  فجأة  من  قبل...

قد تكون هذه  اللحظة بيت  شعر  يُذَكي الألم  و  يحرض على الأمل  و يختزل الأَزَل...بيت  شعر  نجزم  أنه أروع  ما  قيل من الشعر… أنا شخصيًا  حائر منذ  الأزل  بين  ألم  و حنين الملك الضليل  إذ تنهد  و قال  "قِفَا  نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَ مَنْزِلِ...بِسِقْطِ اللِّوَى  بَيْنَ الدَّخُولِ  فَحَوْمَلِ"  و بين  زهو  و حنين  ذِي  الوزارتين  ، بَعْدَ  ألف عام،  إذ أنشد  و قال  "جادك الغيث إذا الغيث همى...يا زمان الوصل بالأندلس "...

لمدة طويلة  جدا  إحترت في الفصل  بينهما  و تبيان  من يستحق عرش  ديوان العرب  و فخر حرف  لغة  الضاد في عوالم النظم  و عوالي القوافي  إلى  أن  تجلى لي ذات ليلة  أن  زهو و حنين لسان الدين ابن الخطيب لم يكن  إلا  ترديدا لصدى  ألم و حنين  امرؤ القيس  بعد  ألف عام  أو  يزيد.  فاعتبرتهما  قولا و شعرا  واحدا  يرمز إلى صيرورة  تمدد و تسامي لحظة العرب و ديمومتها  و رفرفتها الأنطولوجية  في الجوار الاقليمي و  قصة الوجود  الإنساني ككل...و كأن  امرؤ  القيس كان  يناجي نفسه  و  قومه  فإذا  بلسان الدين ابن الخطيب ، في مشهدٍ  سوريالي  تاريخاني  بامتياز يجيبه من على بعد ألف سنة و ميل ، و يخبره :

هَا هُنَا أيضًا دِيَارُُ للشِّعْرِ وَ العُرْبْ...وَ هَا هُنَا أيضًا القوافي بالضَّادِ تُسْكَبْ

و قد تكون  هذه اللحظة ،لحظة  أعمق إحساس بالحياة و معنى الحياة، مقطعا من أغنية  كُلَّما داهمتنا على حين غرة  نادتنا بحزن و حنين و أرجعتنا إلى أماكن و زمانات كنّا نظن أن رمال النسيان  و اٌَكمات السنون قد دفنتها في سحيق الأبد…

و ربما تكون  هذه اللحظة  نظرة لقاء مع  لوحة فنية  كلما  تبادلتما النظرات تخال أنك تراها  أول مرة  كل مرة...لوحة  قيل و سيقال  في وصفها و فكِّ  ألغازها  الكثير الكثير…الجوكندا مثلا  لوحة فنية  خارقة  غير عادية  لِأُنثى  جد عادية لكن سحرها  الباهر و عنفوانها  القاهر  ليس في  جمال المرأة بل  في تفاعل الناظر  مع  ابتسامة  المرأة  التي  في الصورة  و محاولاته اللامتناهية  لاستكناه  لغزها  و معناها:

تِلْكَ الإِبْتِسَامَةْ التِي تُوشِكُ أَنْ تَدْمَعْ...وَ ذَلِكَ الحُزْنِ الذِي يَكَادُ أَنْ يَفْرَحْ

و ...قد تكون هذه اللحظة  معادلة  علمية  كلما  أمعنت  فيها  أفحمتك قوة المنطق ، سَحَرَتك  جمالية التقابل ، و أبهرتك دِقَّة  المعنى و صلابة  المحتوى...نظرية قانون الجاذبية  العام لنيوتن مثلًا ، البسيطة و القوية في آن  واحد.  أو  نظرية النسبية  الخاصة لصاحبها العبقري  بدون نظير  آينشتاين و التي اثبتت الطبيعة  الجسيمية  للضوء، الفوتونات، ليتم  بعد ذلك اثبات الطبيعة المزدوجة،  جسم و   موجة /لا-جسم في نفس الوقت،  للضوء بدمج  نظرية النسبية الخاصة  مع  قانون الجاذبية العام  لنيوتن في وصف  موحد  للجاذبية كخاصية  هندسية للزمان و المكان ... و بهكذ دمجٍ  وَ  وَصْفٍ  أنجز  اينشتاين فتح  الفتوح في علم  الفيزياء و في كل العلوم و في الوجود الإنساني  نفسه، إذ فتح  الباب على مصراعيه نحو  علم فيزياء  الكَمّْ و عالم ما دون الذرة  و أمام  كل احتمالات  و تفسيرات الوجود ككل و التي  كانت  حبيسة قنينة  قانون الجاذبية  العام  لنيوتن.

لكن نظريتي المفضلة  تبقى تفسير مدرسة  كوبنهاغن  لفيزياء الكَمّْ في عشرينات القرن الماضي.  و خصوصا نظرية  نيلز بور و   ويرنر هايزنبيرغ  التي  تقول بتعدد احتمالات الوجود  و  باستحالة  الجزم  بوجود  أي شيء  إلى أن يتم  قياسه حيث أن عملية القياس أو الحساب أو  الاختبار  لشيء ما  هي التي تستجلبه من عدم الاحتمالات  الامتناهية للوجود و ذلك عبر تكسير موجته السابحة بلا  قبطان أو وجهة او مرفأ و منحه الوجود في إطار الاختبار...

و ...على هذا المنوال يمكننا أن نقيس  الوجود كله...

احتمال سابح  شارد  هائم  في طوفان لامتناهي  من الاحتمالات  إلى أن تأتي العين الناظرة  التي تكسر موجة هذا الإحتمال بالضبط  ، تمنحه مرفأ ً يرسو عليه ، تنيخ عنه حِمْلَهُ المثقل باللاشيء و تكسوه  هدفًا و  حياةً  و وجودًا  بنظرة واحدة...هذه النظرة الواحدة أسست امبراطوريات و هدمت ممالك،  هيلينا الإغريقية  أميرة طروادة  و زوجة. ملك إسبرطة مينيالوس ،  و التي  وقعت في غرام أمير طروادة  باريس  من نظرة حين نزل ضيفًا في بلاط زوجها الملك...فهربت معه و تسببت في حرب طويلة  بين إسبرطة و طروادة  أرَّخَهَا  لنا الشاعر الكفيف هوميروس في  ملحمته الخالدة  الإليادة ، مثل واحد  هذا من بين الكثير و غيض من فيض من أثر النظرة و وقع الإلتفاتة.

و …قد تكون هذه  اللحظة  برهة خشوع  في مسجد  صغير أو معبد قديم ، تفوق على  قِصَرِها كل الصلوات  ...تُحَلَّقُ بك  أبعد من كل  الابتهالات  و التهجدات  في رحلة العودة الى  أصل الكليات  و  غاية  الغايات..

...و هنا  بالذات  أودُّ  أن  أشارككم  تجربتي  الروحية الشخصية  لتبيان  هذه  النقطة  بالذات...كل الخشوع  و الوجل في كل هذه الدنيا قَدْ  لا أبالغ  إذ أقول أنهما  لا يوجدان  إلا  في مسجد  بنيا باشي التركي  في  وسط العاصمة البلغارية صوفيا.  هذا المسجد، المشيد في ١٥٧٦ على طراز  المعماري المبدع  العثماني سنان، المسجد الصغير و البسيط جدًا في فسيفساءه  وَ تصميمه  الداخليي.   دخلت هذا المسجد  أول  مرةٍ  سائحًا  مستكشفًا و خرجت  منه زاهدًا ناسكًا،  محاكيًا لقصة  توما الدمشقي  إذ  قال:

  "جئْتُ  لِأَتَهَكَّمَ، فَبَقِيتُ  لِأَتَعَبَّدَ "

ختامًا، لن ينتظر  الإنسان حتى  تنجلي  هذه الظلمة  لكي يستأنف حياته " الطبيعية " و  يواصل  إنسانيته  و  وجوده...

في  عز الوباء ، في قلب الجاءحة، و في  عمق الظلمة  سيقول الإنسان شعرًا، و سيؤلف  مسرحًا  و يبدع  لحنًا...سيخترع لقاحًا ، و سيتضرع ساجدًا و سيبتهل مناجيًا...

سيكمل الإنسان  تغريبة ديمومته رغم  الوباء الكهف...
سيتسامى على مادية وجوده  و سيهزم سادية هذا  الوباء بالعِلم  و الدعاء  و  كذلك  ايضا  بالغناء.

عودًا على بدء ، و كما  أجاب صاحبنا  بريخت، الشاعر الذي "أضاء  الظلام" كما يُلَقَّبْ،  صديقه صاحب السؤال أعلاه في مقدمة  هذه  المقالة:  

"نعم ، في الأوقات المظلمة سيكون هناك غناء على الأوقات المظلمة ، هكذا  يدخل النور":

ِ 

فِي...
عِزِّ الظَّلْمَةْ
سيؤنِسُ الأِنْسَانُ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ

بِ...
ترنيمة شِعْرٍ

وَ كَذَا  
بِ...دُعَاءٍ يَتِيمْ

هَكَذَا
سَيَتَسَلَّلُ...
النُّورْ...الأَمَلْ...مِنْ بَيْنِ آهاتِ الغِنَاءْ
جَالِبًا...مُلَبِّيًا  قَدَرَ الحَيَاةْ...

 

بقلمي خالد صابر
ماي ٢٠٢٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...