الثلاثاء، 23 يونيو 2020

الحب ‏في ‏زمن ‏الحرب ‏/بقلم ‏ربى ‏محمود ‏بدر

قصة قصيرة

الحب في زمن الحرب

تشرق الشمس كل صباح ،لنعانق الأمل مع كل شعاع ,ويزهر الحب وتتوه الأشواق ،وائل شاب في الثلاثين من عمره ضابط في الجيش ،لفت نظره فتاة اسمها رفيف في العشرين من عمرها بنفس الحي مهذبة أنيقة لطيفة تستيقظ كل صباح لتذهب إلى الجامعة ،تتبع خطاها وبدأ يترقب خروجها من المنزل شعر أنه وقع بغرامها، ظل على هذه الحال لبضعة أشهر حتى سمحت له الفرصة بمصارحتها بحبه لها، فكرت رفيف وقررت أن تخبر أهلها،تقبل الأهل الموضوع برحابة صدر وبعد عدة أشهر من التعارف والأنسجام قرر وائل أن يتقدم لخطبة رفيف ،أتصل وائل برفيف وأخبرها أنه قادم لخطبتها هو وأهله ،وافقت رفيف وتراقصت فرحا وأتى الأهل وبعد الأتفاق قررا الخطوبة بعد ثلاثة أشهر لكي يؤمن بعض الترتيبات من أجل الخطوبة.
كانت الفرحة تملأ قلبيهما والحب يتراقص بين العيون ،والقلوب تتلهف شوقا للقاء ،لن تستطيع الحروف وصف حبهما ،عندما يتقابلان  تتراقص النجوم فرحا وتتلهف للقاء القمر فيتوه الشوق بين الحروف والسهر،بين الأحلام والأمنيات،انتهت إجازة وائل،ودع رفيف والدموع تغمر عيونهم، سافر إلى قطعته العسكرية والأحلام والأمنيات تغمر قلبه والشوق يغفو بين عيونه عيون رفيف لم تفارقه شعر أنها سافرت معه.
 بعد عدة أيام من سفره كُلِف بمهمة عسكرية. 
لكن القدر شاء أن ينفجر به لغم تصاوب وائل ورفاقه ونُقِلوا إلى المشفى ، لتتفاجأ رفيف بأتصال من والد وائل يطلب منها السفر معه لمقابلة وائل تردد أهل رفيف بإرسال ابنتهم لكن والد وائل أصر على أصطحابها وقال لهم هي ابنتي وأمانة عندي حتى نعود من السفر ولم نتأخر  ،وافق الأهل وسافرت رفيف مع والد وائل لتتفاجئ أنه يصطحبها إلى المشفى ،تلعثمت رفيف إلى أين أتيت بي ياعماه قال لها وائل انفجر به لغم وطلب مني أن اصطحبك معي إلى المشفى،ماذا تقول وائل تصاوب ياويلاه صغرت الدنيا بعيون رفيف تحولت فرحة لقائها لوائل إلى حزن شديد ،سالت الدموع على وجنتيها والحزن ملأ قلبها بدأت تركض ولن نستطيع وصف لهفتها لتصل لغرفة وائل،دخلت غرفة وائل نظرت إليه اقتربت منه بخوف واحتضنته وسالت دموعها على خديه ،قالت له الحمدلله أنك بخير ،أجابها لقد بترت رجلي كررت قولها الحمدلله أنك بخير ، رفيف تمسكت بوائل وبحبه أكثر من قبل ووعدته لن تتخلى عنه حتى مهما كانت نتائج الإصابة ومهما جار عليهم الزمان وأن الحب الذي تكنه له لن تستطيع وصفه ، وقررت بالأتفاق مع عائلتها أن تتم الخطوبة فور خروجه من المشفى ، لأنها يجب أن تقف إلى جانبه بهذه المحنة وأن الحب الذي يغفو بقلبها ستجعله دواء وشفاء لوائل، نعم إنه الحب الحقيقي الذي يعزف على أوتار القلوب ليوجعها رغم كل الفرح والسعادة الذي يحمله بين حروفه ،
حب الحاء هي الحياة والباء هي أن تبقى إلى جانب من أحببت وتضحي من أجله لتعيد له الأمل من جديد مع كل صباح مع كل شعاع شمس يخترق لحظاتنا.
فلتكن كل فتاة في زمن الحرب رفيف أخرى لنقف إلى جانب شبابنا الذين يدافعون عن الوطن ولا نتركهم ونتخلى عنهم إذا تصاوبوا في الحرب، ماذنبهم ليتحملوا وحدهم عبئ الوطن والدفاع عنه فلنكن يدا واحدة في سبيل الدفاع عن أوطاننا.

     بقلمي ربى محمود بدر/سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...