مطلق الوجود .. قلب
( من وحي زمن الحجر )
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
لو أن روحي من وجدها تمثّلت طيرا
لاجتازت حدود اللامكان
ولرأت من ذاك النبع ما لا يُرى
إن هامت في الصحارى
تشتكي ندرة القطر
أو اعتلت قمم الجبال
تسمع تسبيح الرمل والحصى ...
هنا .. عشقٌ لا حدود لذرّاته
هنا .. مطلق القدرةِ ولا قدرةَ لما قد يحصى
إن شئت فاسمع مناجاة الوجود
واصغ لفورة هيجانه آن يشتاق
كيف يرتفع إلهاما وإشراق
كيف يضطرب داخلي كعشقٍ محال ...
هذا الوجد نبعٌ من فيض الروح
مجبولٌ بذاتي قد أذهله هدوء الغيب
هذا الغيب يزداد في المدى سحرا
يأجّه صياح قلبي الملهوف
يومَ أوصِد البابُ قهرا ...
كيف أعصي نداء القلب
آن يجاوز النبض عشقي
مضيئا في جنبات الوجود
يتنهّد ويئن شاكيا
أرى وجه السماء على عتبات الجلال باكيا
يختزل جذوة اشتياقي
يرجئني إلى ظلِّ ليلِ انصياعي
من مُحكم التنزيل آيةٌ آنستني ذكرا
يوم أن عشقت فيها الداعي ...
يا مظهر الجمال في رياض العزّ تنزّل
أمناً من محيّا الألم يوثقه عهد الرضى
متى تجيءُ وحياً يوحّد كل النور
يعرج بعشقٍ مُسوَّمٍ يصارع المنون
يطوف بأنّاتِ تضرّعي
يعتمر في أوردتي عطرا
يقذف رجاءً مُثقلاً يخرج من مدامعي ...
يا مظهر الكمال عند اصطفاء الروح
أفِضْ عشقاً يجاهد النفس
فوق نزفها يتجلى أمرا
أقِمْ في خلجات القلب رواء
وانهض كما الوحي وجداً في مسامعي
ساجداً يقبل على أجنحة الثناء
يأخذ بعضي من كلّي جِهارا ...
هذا الواردُ يشتدّ فيه شوقي فاشتعل
كما النار في صدري صبرا تستعر
تلبس الليلَ دثاراً منهُ مواجعي ...
أتدري كم يشرق الوجود في عيني نورا ؟
وكم ترقص الشمس في ذاتي اختيارا ؟
آنذاك أراك وهجاً يشقّ عني كل ما احتجب
أراك في تفاصيل الأشياء الصغيرة
في مبسم الزهر يسجد تحته الثرى
في حوصلةِ طيرٍ عاشقٍ يسبّح مغرّدا
تيهاً يُذيب الروح من جموح الشهوة والنجوى
غريباً يتنفس بسخاءٍ أتى
يفني عند انحدارها مُرَّ الفواجعِ ...
عبثاً أحاول أن أجد إليك سبيلا
يعتصم داخل النبض كالصمت ..
هل يوصلني ؟
سأبحث عنك في نبض كل الكائنات
نسجاً من ضياء الملكوت
من ذاتي تخرجُ سعيَ النور نحو السموات
حيث أنا أنت
تعبر بعشقٍ من نور التجليات
آناً توحّد بشغفٍ نغم الكون
وآناً تصغي داخلي
لشذو روحٍ من سرمدية العشق
تئن ثملاً وحائرا ...
مطلق الوجود .. قلبي ...
( بقلمي ✍ : مريم فضي )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق