الثلاثاء، 28 يوليو 2020

عقلية ‏مزاجية ‏/بقلم ‏مرشد ‏سعيد ‏الاحمد

قصة قصيرة
بقلم: مرشد سعيد الاحمد
                         عقلية مزاجية
لقد كان خلف منذ طفولته في تل المگاصيص محباً للشعر 
يحفظ الكثير من القصائد البدوية إضافة إلى ذكائه في العمليات الحسابية والرياضية بحيث يعتمد عليه أهل القرية في الحساب أثناء جني المحصول
وتوسعت موهبته الأدبية عندما سكن المدينة لمتابعة دراسته الإعدادية والثانوية من خلال زياراته المستمرة للمركز الثقافي العربي في تل المگاصيص
فأصبحت شخصيته متعددة المواهب مبدع في علوم الرياضيات والفيزياء ومهتم في اللغة العربية وآدابها المختلفة مما جعله صاحب نكتة ودعابة في أسلوبه في الكتابة بحيث يبدأ اي موضوع يناقشه من خلال قصة أو حادثة طريفة أو نكتة جرت معه أو عايشها في حياته
بعد انتشار التقنية الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي بدأ بكتابة القصص القصيرة ونشرها على العام  وبتشجيع من صديقه الشاعر والكاتب والفنان القدير ابو حيدر 
بدأ يكتب وينشر في بعض المحلات الإلكترونية قصص قصيرة تعرض الحالات السلبية في حياتنا الاجتماعية مستخدما نفس الأسلوب بالإضافة إلى شيء من الجرأة في الطرح وذلك لقناعته بأن الخروج عن المألوف لا يمكن أن يكون دائما خطأ اذا كان فيه فائدة للقاريء وللمجتمع
مما دفع بأحد أعضاء مجلس الإدارة في إحدى المجلات الالكترونية ممن يعيشون في الالفية الثالثة بعقلية العصر الحجري  إلى التبليغ عنه لإدارة الفيسبوك بتهمة انتهاك معايير المجتمع فتفاجأ خلف على إثرها برسالة تحذيرية من إدارة الفيس نصها " انتهت صلاحية الجلسة "
اضطر خلف من أجل الحفاظ على صفحته ومنشوراته بالاستعانة بأبن صديقه علاوي الذي يدرس هندسة الاتصالات في كلية المعلوماتية الذي حضر مع والده 
لتدارك المشكلة . وبعد الكشف تبين أن الحادثة سببها بلاغ كيدي وإن الحساب محظور اربع وعشرون ساعة عن التعليقات ضمن مجموعة المجلات الإلكترونية
وعندها تحدث الأستاذ علاوي قائلاً : أن الكثير من المجلات الالكترونية انحرفت عن الهدف التي أنشأت من اجله بسبب وجود أشخاص في مجلس الإدارة تحاول فرض رأيها الشخصي وقناعاتها على الاعضاء في المجلة
اللذين هم يعانون من مشكلة عدم تقبل النقد أو الرأي الآخر وعزوف الكثير منهم عن التعليق أو التفاعل مع منشورات أصدقائهم في المجلة وهذا جانب سلبي مهم
لان اللغة والأدب والثقافة لا يمكن أن تتطور بدون هذه التعليقات والتفاعلات التي تظهر الجانب السلبي من المنشور وتعزز الجانب الإيجابي وتعطي الكاتب أو الناشر دافع معنوي ليتجاوز كل ماهو سلبي في كتاباته 
فرد عليه خلف قائلاً :
نعم إن ما ذكرته صحيح يااستاذ علاوي لكن المؤسف والسلبي الأخطر في هذا الجانب هو في تعليقات وتفاعلات البعض من الأعضاء التي لا تتجاوز التعليق بصورة جاهزة لعدة منشورات أو عبارات معظمها تحوي بعض الكلمات المكررة مثل " روعاتك - ابداعاتك- سلمت الانامل - دام الله نبض قلمك و....... "
وهذه العبارات تستخدم في أغلب الأحيان لمجاملة الكاتب دون الاهتمام بموضوع المنشور وتجاهل الهدف الذي كُتب من اجله .
                            انتهت
بقلم : مرشد سعيد الاحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...