السبت، 11 يوليو 2020

استيقاظة/بقلم ‏د. ‏ ‏سلوى ‏بنموسى ‏

استيقاظة
 
كانت نائمة أحلامها تثمتل في غريف وزيتون ؛ لتطعيم أكبادها الصغار 
عانت الويلات في تربيتهم !! وحرمت نفسها قليلا من القوت والزاد ؛ ومن متاعات الحياة من ترفيه وتسلية وسفر
أعصرت روحها دما وقدمته للأجواف العطشانة 
ووهبت أصابعها شموعا لأسرتها  ؛ إنها تعتز بذلك  !!!!
 ولا تمن بالبتة ؛  إنه واجبها وهي تسعد ذلك ...
غادرت وحلقت طيورها عاليا إلا اللا رجعة 
بنوا عشهم ؛ وأحاطوا العناية لأنفسهم ولذريته المستقبلية 
نظرت لي السماء متأففة ومتضرعة قائلة : حكمتك يا قدير .
كان عزائها الوحيد ؛ حفيدتها ملاك ؛ ملاك الرحمة والمحبة 
بنوتة حلوة ؛ ذات روح عالية ودكاء متقد .
 سبحان الخالق المنان المصور 
مرت السنون ؛ وهي مازالت مطأطئة الرأس ؛ مستكينة
 وقانعة وخاشعة ؛ وشاكرة ما وهبها الله تعالى ؛ من حس نبيل وروح طيبة وصحة دائمة .
وذات يوم انتفظت !! وأفاقت من غيبوبتها 
 وجدت كل ما يدور حولها قد تغير ....
إلا هي مازالت تحمل أسفارا !!! كما يحمل  الحمار أترابا 
هالها الأمر ونظرت لمرآة روحها 
فوجدت بصيصا من الأمل والنور 
فتفتحت أساريرها ودنت تغني ؛ لكرمات الواحد الأحد القهار 
انطلقت في رحلة تأملية ؛ لكينونتها ولحواسها ولبذورها الطيبة وإلى إنسانيها الحنونة ؛ اتجاه كل من طلب يد المساعدة ؛  تفتخر بنفسها ؟؟!
 ولم لا وقد جعلها المولى الحكيم ؛ بلسما للجروح وسندا للوقوف في وجه بني إنسان  ودعمه معنويا أو ماديا سيان  !!!!
أخدت القلم بين أناملها ؛ وبدأت تسطر وتطرز الكلام ...
لمن  ؟؟؟
 ربنا لنفسها أولا أو لأسرتنا أو للقراء سيان !!
 تسارعت الكلمات المحبوسة ؛ زهاء عشرون سنة  !!
من بدل العطاء وقول كلمة : حاضر للكبير وللصغير 
بدأت ترسم معالم حياتها من جديد ؛ ببطء وبتأني 
تستجدي القيم والمبادئ ؛ تطرح المواقف وتفندها 
وترى السبل والغايات والنتائج والتطلعات
  وتحتويها وتأخد منها ما تشاء 
تتسائل في قرارة نفسها هل هي في المنحى الصحيح 
تجيبها أوردتها الدموية وروحها
 ونخاعها الشوكي : أي نعم واصلي يا إمرأة  !!!!
 إلى الأمام دوما  !!!!!؟؟
تبتسم وتكمل الطريق الوعر !!
 طريق اتبات الذات ؛ واعتلاء المجد والشهرة ؛ وفرض
 الإحترام والتقدير تفيد وتستفيد في منحاها التطلعي
ثارة تجد تشجيعا من لذن أصدقائها في ميدان الكتابة والإبداع  !!!
 ومرة  تهميشا وصدا وعداوة !!
 لا تعرف لها لون او مخرج أو سبب !!؟؟؟
تواصل طريقة المملوئة بالتعثرات وبالرجاء وبالأمل 
هل تراها تفلح في يوم ما !!!؟
 وتترك بصمتها في الحياة خالدة !؟
 كاساتذة لها رحمة الله عليهم 
كانوا نعم القدوة والعطاء !!
 واحتووا خوفها وسقوطها ودعموها معنويا .
رحمة الله عليهم أجمعين 
تبتسم في حياتها ؛ وتتابع سيرها رغم سقوطها المتكرر .
أو ليست الحياة مدرسة نتعلم منها الشيئ الكثير  ؟؟ 
شكرا جزيلا للحضور الكريم ؛ على سعة صدركم .
وإلى حديث آخر إن بقي في العمر نفس  !!!

 د.سلوى  بنموسى 

المملكة المغربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...