لمجد لـ :طويلة الضفائر
عذرا سيدتي الجميلة
هل لي بلحظة صغيرة
فاليوم بالكلام أريد أن أبادر
أريد الاعتراف بكذبة صغيرة
شفافة مثيرة
فحواها '' أني شاعر''
فيما مضى من الزمان الغابر
أحببت سيدة جميلة
من أعرق العشائر
كنيتها '' طويلة الضفائر''
بحت لها بحبي الغامر
ونبل ما أكنه لها من المشاعر
ومرت الأيام و دارت الدوائر
و السيدة الجميلة تقص لي أحلامها
بلغة الأظـــــافر
تجول في دواخلي تسافر
تفتح خزائني تقلب الدفاتر
تفحص الحروف
تكتشف السرائر
فوددت أن أغازل "طويلة الضفائر"
فقلت : أني شاعر
في البدء كانت كذبة صغيرة
نسج خيال عابر
لكنني صدقتها
برغم ما تحويه من مخاطر
و رحت كالمهاجر
أطوف بالعشائر
و أرسل القوافي لأبعد المداشر
أقابل الملوك و التجار و العساكر
أخبرهم بأنني ضرغام
و فارس و ساحر
أحول الحروف و الضمائر
من شكلها المألوف
لتصبح مشاعر
و أنني مغن
و عازف ناي ماهر
أعلم البلابل الغناء
و أعزف الألحان في الأعشاش
على مسامع كل طائر
و أنني بناء محنك و ماهر
أحول أي بيت بلمسة سحرية
إلى بناء فاخر
فذاع صيتي و اشتهرت
في أبعد المداشر
و قالوا : أنني همام
و ساحر مغامر
و أن شعري البسيط
دعاء للمسافر
يتلى على لسان كل ذاكر
فقالت السيدة الجميلة '' طويلة الظفائر''
لما يا عزيزي المغامر
لا تكتب لي قصيدة
أو خاطرة من الخواطر
تكون لي لوحدي
يحفظها المقيم و المسافر
و حينما هممت
أن أقول شعرا في "طويلة الضفائر"
جفت الأقلام
و طارت الأوراق و الدفاتر
تبكم الكلام
و غابت الأسماء و الضمائر
و بان لي من الأفعال
ما كان منها طيبا أليفا
و ما كان أيضا ماكرا و غادر
و في غمرة الضياع
أحسست أني طائر
مكسر الجناح
لا يقوى على التغريد
و عزف ما يكنه من المشاعر
فقررت أن أبوح للجميلة
'' طويلة الضفائر ''
بأنني أخطأت في البداية
فحينما أردت أن أقول: أني ثائر
أوجست منها خيفة و حبا
فقلت : أني شاعر
فالمجد لطويلة الضفائر
و المجد لكل ثائر و شاعر
يحي عماد / لروح نزار قباني الطاهرة
شكرا للتوثيق ، سعيد أنا بهذا الصرح الأدبي الراقي لقلوبكم الجميلة كل الفرح و السعادة
ردحذف