الجمعة، 23 أكتوبر 2020

بحبر أحمر للمبدع/ سليمان دغش

 بِحِبــــــــــرٍ أحمَــــــــــر/سليمان دغش


سلام على الحَربِ تَمضي إلى عُرسها في الرَّمادْ

وسَلامٌ على سلامٍ لا يَستَعيدُ البِلادْ

كانَت الرؤيا تُبَشِّرُ بالقِيامَةِ قابَ قَوسَينِ وأدنى

منْ تراتيلِ الكَنائسِ والمَساجِدِ في صَلاةِ الفَجْرِ

والشُّهَداءُ قدْ كَتَبوا وَصاياهُم بِحبرٍ أحمَرٍ لا رَيبَ فيهِ

وَمَضوا إلى عَليائهمْ عَهداً لِدَربِ الأنبياءِ، فَكمْ منَ الأحياءِ أمواتٌ هُنا 

وكمْ مِنَ الشُهَداءِ أحياءٌ هناكَ

فمَنْ تُرى صاحَ: "الغنيمة" تارِكاً أُحُداً يُعدُّ مكيدةً كُبرى

وَمنْ في ساعَةِ الصِّفرِ الأخيرةِ وَيحَهُ تَرَكَ الجَوادْ

ألقى الرُّماةُ نبالَهم في الرَّملِ ثُمَّ تسابَقوا نَحوَ الغنائِم تارِكينَ الحَربَ

 إلّا قلةٌ ظَلَّتْ مرابِطةً على جَبَلِ العَقيدَةِ والتَّحَدي والعِنادْ

طوبى لمَنْ لا يُسلِمُ الرايَةَ يَومَ تَشتَدُّ المكائِدُ، أنْ أعَدّوا ما استَطاعوا

مِنْ رِباطِ الخَيلِ ثُمَّ استَمسَكوا بالعُروةِ الوُثقى وإنْ قَلَّ العَديدُ أو العَتادْ

سُقراطُ آثَرَ أن يَموتَ بسمّهِ وأختار كأسَ الموتِ منتصراً عليهِ 

بِحِكمةِ العُظَماءِ كي تبقى أثينا منبَرَ العُلماءِ والحُكَماءِ 

والرؤيا الأخيرةَ لانتصارِ السِّندبادْ

ماذا تُعِدُّ لَهُمْ يا غُصنَ زَيتونِ البِلادِ، شعارَ مَرحَلةِ السُّقوطِ

مِنَ الفَسادِ إلى الفَسادِ إلى الفَسادْ

وأيّةُ قيمَةٍ للغُصنِ إنْ لمْ يَحْمِهِ سَيفٌ يُطَلِّقُ غِمدَهُ

وَيَصيحُ مِلءَ عِنادِهِ لا غِمدَ لي لا غِمدَ لي إلّا البِلادْ

ماذا تُعِدُّ لَهمْ يا سَيّدَ الغُصنِ الحزينِ بِوَجهِ فوهاتِ البَنادِقِ والبَيادِقِ

 والبَداديقُ اللقيطَةُ تملأُ الوَطَنَ المُقَدَّسَ بَينَ ماءَينا على مَدِّ الخَريطَةِ

والبِلادُ تَضيقُ كُلَّ دَقيقَةٍ ويَكادُ يَبلَعَها لآخِرِها وَيَبلَعنا الجَرادْ

ماذا بِجُعبَتِكَ الفَقيرةِ بَعدُ غيرُ مَرثِيَةِ الوَداعِ وخطبة عَصماءَ

 تُخفي ذُلَّنا العَرَبيَّ فاقرأها عَلينا الآنَ وارفَعْ شارَةَ النَّصرِ الأخيرَةَ 

كَي نُوَدِّعَها لآخِرِ مرَّةٍ واقرأْ مُقَدِّمَةَ الكِتابِ على التُرابِ قُبَيلَ إعلانِ الحدادْ

واختِمْ مراسيمَ الجَنازَةِ في النّهايَةِ خائِباً

ضَعْ غُصنَ زيتونٍ على قَبرِ البِلادْ 


(سليمان دغش/فلسطين)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...