قَيْـسٌ أَنا
===== البحر الكامل
حَـتَّــامَ أُخـفـي عَـبْـرتـي وَ أُداري
والبَوحُ كانَ مَدى الحَياةِ شِعاري
أَرنو إلـى الأُفُـقِ الـبَـعيـدِ تَأَمُّـلاً
وَالـقَـلـبُ رَهــنُ هــواجِــرٍ وَ أُوارِ
وَلهُ الريـاضُ بِفَيئِهـا وَغَديرِهـأ
وَشَـهِيِّ فاكِـهَـةٍ وَفَـيــضِ ثِمــارِ
وَبِدَوحِهِ أَنَّـى تَـلّفَّـتَ ، تُـشْـجِــهِ
وَرْقـاءُ شـادِيَـةٌ على الأَشْـجــارِ
لَو شاءَ كـانَ فَـراشَـةً مَــزهُــوَّّةً
بِـحَيـا الرَّبيـعِ ، وَمَوسِمِ الأَزهارِ
لكــنَّهُ رامَ المَجرَّةَ هـائِماً
متَشـبِّـباًَِ بـِرَوائِع الأَشعارِ
أَسْدَيـتُهُ نُصحَ المُجَرِّبِ قائِلاً:
يـا قَلبُ مِن حورِ العُيونِ حَذارِ
ولَـرُبَّ فـاتِـنةٍ كَــأَنَّ حَـديـثَهـا
عَـزْفٌ عـلى وَتَرٍ وَلَحنُِ هَــزارِ
وَبِعُمقِ عَيـنَيهـا مُحيطٌ هادِرٌ
وَأَراكَ لا تَقـوى على الإِبحارِ
لَـمْ يَكتَـرثْ لِنَصيحَتي مُستَسْلِماً
لِقَرارِهِ ، وَأَبى امتِثالَ قـراري
فَهَجرتُ نومي وَاستَعنتُ بِعَبْرتي
وَجَعَلتُ مِن نَجوى القُلوبِ خَياري
قَيـسٌ أَنا فـي العِـشـقِ إِلاّ أَنَّـني
مـا هُـمتُ بَيـنَ دَوارِسٍ وَقِفارِ
وَأَنا أَميـرُ عَـواطِقي وَسَرائِري
وَأَنا رَهـيــنُ تَجمُّلي ووَقـاري
فَإذا هَجَعتُ فَفي المَنامِ يَزورُني
قَـمَـرُ الدُّجى مُتَـوشِّـحا بِخِمار
وَ إِذا صَحوتُ لَمَحتُ في كَبِدِ السَّما
وَجـهَ الحَبيـبِ مُكـلَّلا بِنَضـارِ
لَمَّا رأَيْتُ العُمرَ يَمضي مُسرعا
أَدرَكتُ أَنَّهُ لَـنْ يَفوتَ قِطاري
أَفشَيتُ سِرِّي لِليَراعِ فَخانتي
وَمَضى يُـذيـعُ على المَلا أَخباري
هَرقَ المِدادَ على الصَّحائِفِ فاضِحاً
ما كُنتُ قَد خَبَّأْتُ مِنْ أَسراري
حَتَّى النُّجومُ تَسامَرَتْ بِحكايَتي
وَقَـرَأْتُهــا كالـذِّكـرِ بِالأَسْـفــارِ
ماذا أَقولُ وَقدْ شَربتُ مِنَ الهَوى
صِرفـاً ، بِجـامٍ مِنْ يَدَيْ عَشْتارِ
وَلِمَـنْ تُراني أَشتَكي حَـرَّ الجَوى
وَبِمَنْ أَلوذُ لِكَي يَفُكَ إِساري
شِعر
أَكرم عبدالكريم ونُّوس
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق