الجمعة، 23 أكتوبر 2020

 قصة قصيرة

 بقلم: مرشد سعيد الاحمد

 ××××××× نهفات قضائية ×××××××××××

 في الاسبوع الاول من شهر نيسان قامت عائلة ابو قحطان وعائلة علاوي برحلة الى سد نهر الخابور الغربي وبعد اختيار المكان المناسب لقضاء الرحلة تحت احدى الاشجار الكبيرة الوارفة الاغصان حيث الورود والازهار وطيور النورس التي تطير فوق الماء وزقزقة العصافير فوق الاشجار المنتشرة على ضفاف البحيرة جلس الجميع لقضاء فترة استراحة وسط تبادل الاراء حول جمال البحيرة والطبيعة المحيطة بها.

 ثم انتشر الجميع بين الورود والازهار والفراشات الجميلة وعلى ضفاف البحيرة مستمتعين بمناظر الطبيعة الجميلة وعادوا بعدها الى المكان الذي اختاروه لإعداد وتناول وجبة الغداء المكونة من الكباب والشقف وجوانح الفروج المشوية على الفحم وبعدها واثناء شرب الشاي المخدر على الفحم بدأت الاحاديث والمزح والنكت وعندها تحدث ابو قحطان عن احدى النهفات التي جرت معه عندما كان يدرس مادة الاحصاء العملي لطلاب وطالبات السنة الرابعة في كلية التربية عندما تقدمت اليه احدى الطالبات بأناقة لافتة ومكياج للوجه وحواجب موديل التاتو وعندما سألها ما هو "التاتو" اجابت بعد تفكير طويل قائلة : والله استاذ انا ما حضرت هذا الدرس لاني كنت مرضانة. 

 وطلب من صديقه علاوي ان يتحدث لهم عن نهفات وقضايا مرت معه في عمله كونه يعمل كاتب عند احدى القضاة في الدار العدلية في تل المكاصيص.

 فتحدث علاوي قائلا : يوم امس الخميس كان يوم حافل بأصدر عدد من الاحكام لعدة قضايا

 القضية الاولى كانت لرجل اسمه جوان من الشام ادعى فيها على رجل اسمه هوزان من تل المكاصيص قبل سنتين لإهانته بالقول له انت جحش ( اجلكم الله ) يطلب منه الاعتذار وكان هوزان يرفض بالرغم من كل المحاولات والمساعي الحميدة لاقناعه بذلك وجوان يرفض التنازل يعني كل واحد رأسه ايبس من رأس الاخر. فأصدر القاضي الحكم بتغريم هوزان بمبلغ مائة ليرة يدفعها لجوان بدلا من كلمة جحش. فقام هوزان ودفع له مائة وخمسين ليرة . فقال له القاضي مائة ليرة فقط فرد عليه هوزان وهو غاضبا وفي حالة عصبية قائلا بالعامية : سيدي انا بدي ادفع مية وخمسين لانه جحش " ونس" أي ( جحش ونص)

 والقضية الثانية كانت لمدعية اسمها كنانة تدعي على زوجها حناش الذي يعمل في تربية الحمام 

( حميمياتي) وتطلب الطلاق منه لأنه حرمها من متابعة تعليمها الجامعي في كلية الآداب في قسم اللغة الانكليزية في السنة ثالثة. اضافة الى وضع فروخ الحمام وبيوضها في غرفة النوم اثناء فصل الشتاء خوفا عليها من البرد. 

 وعندما طلب القاضي من زوجها ان يسمح لها متابعة دراستها وبيع الحمام وترك هذه المهنة رد عالقاضي باللهحة العامية قائلا :

 # شوفف ياسيدي انا عندي مستقبل الحرمة هو بيتها واولادها وعلى قلبي كل حمامة تسوى مية حرمة ## فحدثت مشاجرة بين ابو كنانة وامها حيث حملها مسؤولية كل ما جرى لابنته. مما دفع القاضي الى توبيخهما قائلا : انتم والكثير من العوائل تجدون مستقبل البنت في تزويجها لا في تعلمها ومتابعة دراستها بحجة ان راتبها سيكون لزوجها الغريب فتزوجوها لمن يتقدم لخطبها دون الاهتمام بأخلاقه وسلوكه ومستقبله وعمله فتكون النتيجة هي تدمير مستقبل البنت العلمي والاجتماعي.

 ثم حكم لها بما تريد وهو الطلاق

 اما القضية الثالثة فكانت عجيبة غريبة حيث دخلت امرأة اسمها سراب شاعرة وخريجة ادب عربي تدعي على زوجها اسمه خلف تتهمه بالخساسية والبخل حيث توجهت الى القاضي بالقول هذا الرجل ببخله وخساسيته حرمني من زهرة شبابي وسعادة عمري وجعلني اعيش في حالة قلق وعدم الثقة بنفسي وبجمالي واناقتي التي وهبتها له وكأنني غير موجودة في حياته. فرد عليها القاضي بعد ان نزع النظارات الطبية ورماها على الطاولة قائلا :

 انا اختلف معك في الرأي لأن الجميع يعرف كرم خلف وسخائه في مساعدة المحتاج واقامة الولائم لضيوفه التي يعجز عنها الكثير من الشيوخ في هذه المنطقة

 وكل امرأة تحلم ان يحمل زوجها جزء من صفات خلف

 فردت عليه سراب قائلة: ان المرأة بحاجة الى رجل يسمع اختناقها الصامت ويفهم نظرات عينيها الحزينة ونبرة صوتها انها بحاجة الى رجل كريم بمشاعره وعواطفه وكلامه الحلو الجميل الذي يجعلها تحس انها ملكة في بيتها وانهت كلامها قائلة: واعلم ياسيدي لايمكن لأي رجل ان يعامل زوجته كملكة الا اذا تربى في طفولته وشبابه على يد ملكة. 

                                انتهت 

 بقلم : مرشد سعيد الاحمد 

 ملاحظة : هذه القصة هدية للصديقة عالفيس بأسم زهرة النرجس حسب طلبها لعرض معاناتها مع زوجها لكل الاصدقاء والاستماع الى آرائهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عيد الحب / فاطمة الرحالي

 عيد الحب ؟!  أي حب نتكلم عنه ، و نعيد ؟! بأي قلب نفرح به و يزهر القصيد ؟ الأوطان نار و الوجع شديد .. و الخطب زاد .. سحق العباد  طال الطفل و...